استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد أوّل أمس الخميس بقصر قرطاج كلّا وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وجاءت هذه الزيارات تزامنا مع توتّر الأوضاع بالجارة الشرقية ليبيا. وأكد لودريان عقب لقائه بالرئيس قيس سعيد أن فرنساوتونس يساندان جهود المبعوث الأممي الخاص لليبيا غسان سلامة والرامية إلى تعزيز التوافق الدولي خلال مؤتمر برلين المزمع عقده قريبا والذي سيهدف إلى تشخيص عوامل الخروج من الأزمة. وأفاد بأن زيارته جاءت لتعزيز الحوار السياسي الذي يجمع بين تونسوفرنسا، وبحث المسائل المتعلقة بالأحداث الجارية وفي مقدمتها الوضع في ليبيا. واللاّفت للنظر أنه لم نسمع صخبا إعلاميا وسياسيا مصاحبا لهذه الزيارات مثلما حصل مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي أثارت زيارته غضب الإمارات والسعودية، فيما ذهبت بعض الأبواق الإعلامية والسياسية في تونس المعروفة بمناهضتها لثورات الربيع العربي إلى سيناريوهات تضليلية عبر الترويج بأن تونس ستفتح أراضيها لعبور قوات عسكرية تركية إلى ليبيا، بل الأغرب من ذلك أن زيارة اردوغان أدّت إلى طلب مساءلة وزيري الداخلية والدّفاع في البرلمان، فهل سيتم عقد جلسة برلمانية لمساءلة نفس الجهات بعد زيارة وزيري خارجية السعودية وفرنسا، أم أنّ زيارتهما وعلى عكس الرئيس التركي لا حرج فيها؟ وتلقّى رئيس الجمهورية قيس سعيد أمس الخميس رسالة من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، جدّد له فيها التهاني باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية بمناسبة الفوز في الانتخابات الرئاسية، وبما تحقق لتونس من استقرار سياسي. وتضمنّت الرسالة دعوة إلى رئيس الجمهورية، لزيارة المملكة العربية السعودية لمزيد تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية والتشاور والتنسيق بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك. بدوره جدد وزير الشؤون الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان دعوة الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون لرئيس الجمهورية قيس سعيد لزيارة فرنسا. وأشار لودريان إلى أنه أجرى مؤخرا سلسلة من المحادثات في القاهرة وبروكسل، إثر تطور الأحداث التي تنذر بمزيد من تأزم الوضع في ليبيا والتي تهدد استقرار المنطقة برمتها.