يعدّ النائب صافي سعيد أكثر السياسيين نشاطا على موقع “الانستغرام”. ولا يمرّ يوم دون أن يتقاسم الصافي يومياته البرلمانية مع متابعيه بالصفحة، بل إنّ المتابع الجيد ليوميات صافي سعيد الانستغرامية يلاحظ وبما لا يدعو مجالا للشكّ حلمه في يكون رئيسا للحكومة، إذ أنّه لا يتردد في نشر الرسائل المجاملاتية لمتابعيه، خصوصا أولئك الذين يدعونه الى تولي رئاسة الحكومة. ومنذ سقوط حكومة، الجملي انطلق الصافي سعيد الى السرعة القصوى، ليمرّ من مرحلة التلميح إلى مرحلة الإعلان عن رغبته في تولي رئاسة الحكومة، ويقول الصافي سعيد إنه يستطيع تشكيل حكومة قويةّ إذا اقترح عليه رئيس الجمهورية ذلك، بل ذهب الصافي سعيد الى ابعد من ذلك بنشره لتدوينات لمتابعيه يصفونه فيها “بالبطل الفذّ والمنقذ”. ونشر الصافي سعيد تدونية لإحدى متابعيه تقول فيها أن “تولي الصافي سعيد رئاسة الحكومة أصبح مطلبا شعبيا”، فيما يقول آخر إن “خلاص البلد بيد صافي السعيد المنقذ المحنّك”. وينتشي الصافي سعيد بهذه المجاملات وينشرها بلذّة أملا في أن تجد طريقها إلى قصر قرطاج. في المقابل، وبعيدا عن اجواء الانستغرام، تبدو صورة الصافي سعيد لدى فئة واسعة من التونسيين ليست بالمثالية الذي يروّج لها النائب المذكور، فالرجل بات بين الفينة والأخرى محل تندر وسخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب رغبته الملحة في تولي هذا المنصب وبسبب ماضيه الذي ارتبط بالتودّد للملوك والرؤساء لقاء أموال وهبات كثيرة، كما يشاع عنه. أما الكاتب نور الدين الغيلوفي فعلق على اقتراح الصافي سعيد رئيسا للحكومة قائلا “هل ثمّة من يقترح الصافي سعيد رئيسا للحكومة؟ من يتحدّث عن الربيع العبري في توصيف حالتنا لا نرضى به رئيس حكومة لنا. الصافي سعيد كان صديقا للرؤساء ومقرّبا إلى الزعماء.. وإلى رجال الأعمال.. نقرأ له كاتبا ولديه قلم نحترمه.. نستطرف بعض حديثه ولكنّه مُضرّ بالسياسة. بدوره نشر الناشط لسعد البوعزيزي تدوينة اكد فيها أنّ كتابا روسيا يحتوي مذكرات لضابط روسي يذكر أن الصافي سعيد اتصل بالاستخبارات الروسية لتجنيده جاسوسا ضد العرب وتم رفض مطلبه . وكتبت أحلام بن خليفة ” احترم مواقفه في بعض الأحيان لكنه انسان عصبي مزاجي وكثير الانفعال حد الخروج عن السياق والسياسة تتطلب حنكة وديبلوماسية وخاصة مسؤولية”. وكان الصافي سعيد قد دعا في الجلسة المخصصة لمنح الثقة لأعضاء حكومة الحبيب الجملي، إلى طرد وزراء حكومة حبيب الجملي من ذوي الجنسية المزدوجة من قاعة البرلمان. ووصف الصافي سعيد هؤلاء الوزراء باللقطاء والجواسيس، وصفٌ أثار جدلا واسعا حيث اكد محللون وسياسيون أن هذا الخطاب خطير ولا يليق بمنصب نائب شعب تجاه آلاف من مواطنيه الحاملين لجنسية مزدوجة.