علّق الناطق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري، على عريضة سحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي، والتي تقدّمت بها كتلة الحزب الدستوري الحرّ، معتبرا أن مسألة سحب الثقة فيه محاولة لإثارة قضايا ليس لها أولوية الآن وهدفها مناكفة حركة النهضة ورئيسها. وقال الخميري، في تصريح لموقع “الشاهد”، إن “كل الآليات المعتمدة تبقى آليات قانونية لكن في تقديري أنه، اليوم، مؤسسة البرلمان الأصل فيه أن الكتل البرلمانية يجب أن تبحث عن دعم استقرارها وعملها، أمّا البحث ربما عن إثارة مثل هذه القضايا قد يكون فيه نوع من الإضعاف للمؤسسة التشريعية في ظرف دقيق تمر به البلاد”. وأضاف الخميري أنه كان الأولى للذين يبحثون عن هذه الآلية أن يتجهوا اليوم لدعم المجلس ومؤسساته والاشتغال بجدّية من أجل أن يكون البرلمان ومكتبه ورئاسته ولجانه في خدمة المهمة الرقابية والتشريعية.وشدّد الخميري على أن مسألة سحب الثقة فيه محاولة لإثارة قضايا ليس لها أولوية الآن، مؤكدا أن الأولوية متّجهة اليوم إلى تشكيل حكومة خاصة بعد إسقاط حكومة الجملي في البرلمان، واليوم المفروض أن تتّجه كل القوى إلى تسديد هذا الفراغ من خلال البحث عن توافقات واسعة، والبحث عن تعزيز المشتركات بين القوى الوطنية ولتجنّب الفراغ وحتى تمرّ حكومة تحظى باتفاق واسع. وتابع قائلا إن “البحث اليوم عن إثارة موضوع سحب الثقة من رئاسة المجلس أعتبر أن وراءه جهات شُغلها الأساسي ليس التشريع والرقابة وإنما مناكفة حركة النهضة ورئيسها”. واليوم الاثنين 13 جانفي، أعلنت كتلة الحزب الدستوري الحرّ بالبرلمان، خلال ندوة صحفية، أنّها أعدّت مشروع عريضة لسحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي.وقالت رئيسة كتلة الدستوري الحرّ عبير موسي، خلال الندوة، إنه “منذ انتخاب رئيس البرلمان راشد الغنوشي لاحظنا تجاوزات وسوء إدارة، وآخرها الزيارة التي قام بها إلى تركيا في زيارة مغلقة مع الرئيس التركي، والبرلمان والنواب ومكتب البرلمان ليسوا على علم بهذه الزيارة”. وأضافت موسي أنه “مهما كانت الصفة التي استعملها الغنوشي للقيام بهذه الزيارة صفته كرئيس برلمان لا يمكن نزعها منه في تنقّلاته، وكل تحرّك يقوم به تُلزم البرلمان باعتباره رئيسا له”. وأكّدت موسي أن 17 نائبا عن كتلتها أمضوا هذه العريضة، داعية بقية الكتل إلى الإمضاء عليها، لبلوغ 73 توقيعا وعرضها على الجلسة العامة، وفق مقتضيات الفصل 51 من النظام الداخلي للبرلمان. والسبت الماضي، أدّى الغنوشي زيارة إلى اسطنبول التقى خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ووفق بلاغ لرئيس حركة النهضة فقد دار بين الطرفين حوار حول التطورات الجديدة في المنطقة والتحديات التي تواجهها.وأكّد مكتب إعلام حركة النهضة أن زيارة الغنوشي إلى تركيا كانت بصفته الشخصية وباسم الحزب وبناء على موعد سابق.