أضحى غزال الداما من أندر الأنواع في العالم وقد تبلورت استراتيجية حفظ هذا الغزال للوقوف على أسباب انهيار هذا النوع على امتداد كل منطقة انتشاره التاريخيّة. وتتعرّض الاستراتيجية إلى خطّةِ حمايةٍ تمتدّ من 2019 إلى 2028 وهي عصارة الورشة التي أقيمت بين 11 و 13 ديسمبر 2018 في مدينة العين الإماراتيّة والتي جمعت العديد من المختصين والباحثين في ميدان حفظ الأنواع ومحافظي بعض المحميات وبعض المنظمات الدوليّة لتبحث في خطّة لإنقاذ الداما المشرفة على الاندثار بسبب “نشاطات” الإنسان. و قد ساهمت الجمعيّة التونسيّة للحفاظ على الحياة البريّة “TWCSعبر ممثلها مع بقيّة المشاركين في إعداد هذه الإستراتيجيا التي أشرف عليها الاتحاد العالمي لصون الطبيعة ومتحف التاريخ الطبيعيّ بسكوتلندا وحديقة الحيوان بمدينة العين. وللتذكير فقد اندثر غزال الداما (أو غزال المهر) من تونس بعد أن أعيد توطينه في محميّة بوهدمة الوطنيّة الممتدّة بين سيدي بوزيد و قفصة لكنّه انقرض من جديد في ظروف مريبة ولم يبق حاليّا سوى ذكر وحيد في منطقة هدّاج التابعة إداريّا لولاية قفصة. وبين الناشط البيئي عبد القادر الجبالي أن غزال الداما كانت من أكثر الأنواع انتشارا حول الصحراء في بداية القرن العشرين واليوم أصبحت على وشك الانقراض، معتبرا أن الغريب في الأمر أنّ أعداد القطعان الموجودة في الأسر أو المجموعات الخاصّة لاسيما في أمريكا الشماليّة أضحت تفوق الأفراد الموجودة في البريّة والتي لا يفوق عددها حسب آخر التقديرات ال200 رأس. وبين المتحدث في تصريح لموقع “الشاهد” أن هذا الانهيار يأتي كنتيجة “لنشاطات” الإنسان الذي قضى على 83ّ% من الثدييات الموجودة على وجه البسيطة وعلى نصف أنواع النباتات. كما بين أن محاولات إنقاذ الكائنات الحيّة تزداد كلّ يوم بازدياد أعداد الأنواع المهدّدة. وتتنزّل إستراتيجة حفظ غزال الداما أو المهر في هذا السياق. وشدد المتحدث على أن المتسبّب في اندثار أنواع الحيوانات هو الإنسان من خلال العديد من الأنشطة كالصيد والتقتيل والحروب والفلاحة والطرقات والتجارة وتحطيم الغابات وآخرها التغيرات المناخيّة.