يعاني الصندوق الوطني للتأمين على المرض “الكنام” من أزمة مالية حادّة تتعمّق يوما بعد آخر في ظلّ انعكاس هذه الأزمة على عديد المؤسسات الصحيّة الأخرى حتى وصلت بعض المؤسسات إلى حدّ الإفلاس. وقال بشير الإيرماني المدير العام للصندوق إنّ قيمة الديون المتخلدة بذمة الصندوق الوطني للتأمين على المرض “الكنام” لدى المستشفيات العمومية بلغت 400 مليون دينار. وقال الإيرماني إن أزمة السيولة، التي يعاني منها الكنام نتيجة تأخر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية، تسببت في تأخر صرف مستحقات المستشفيات العمومية، مشيرا إلى أن ديون “الكنام” تجاه مسشتفى الرابطة تتراوح بين 32 و34 مليون دينار”. وكشف بأن القيمة الجملية للمستحقات المالية التي لم يتسلهما الصندوق “الكنام” من قبل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية بلغت إلى حد الآن نحو 4500 مليون دينار. وتتوزّع تلك المستحقات بين 2500 مليون دينار متخلدة بذمة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و2000 مليون دينار متخلدة بذمة الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية، وفق تأكيده. وأطلق، مؤخرا، الإطار الطبي والشبه الطبي للمستشفى الجامعي بالرابطة بالعاصمة تونس صيحة فزع بسبب تأخر الصندوق الوطني للتأمين على المرض في صرف مستحقات المستشفى، مما جعله عاجزا عن شراء المستلزمات الطبية. وأشار إلى أن أزمة السيولة لدى “الكنام” انفجرت في سنة 2016 بسبب تأخر صرف مستحقاته من قبل الصندوقين، مؤكدا في الوقت نفسه بأن الأزمة في طريقها إلى الانفراج مع إصلاح نظام التقاعد في القطاع العام في انتظار الشروع في إصلاح نظام التقاعد في النظام الخاص. اعتبر عضو مجلس إدارة مستشفى الرابطة والكاتب العام للنقابة الأساسية للمستشفى عبد الفتاح العياري أن وزارة الشؤون الاجتماعية والصندوق الوطني للتأمين على المرض هما السبب الرئيسي للأزمة التي يمر بها مستشفى الرابطة. واتهم صندوق التأمين على المرض بتمييز القطاع الخاص على حساب الصحة العمومية حيث أنه تمت مراجعة تعريفة القطاع الخاص ثلاث مرات متتالية، مضيفا أن نحو 80 بالمائة من اعتمادات صندوق التأمين على المرض يتم توجيهها للقطاع الخاص مقابل 20 بالمائة فقط لفائدة الصحة العمومية. من جانبه، كشف الرئيس المدير العام للصيدلية المركزية خليل عموس أن مستحقات الصيدلية المركزية تراكمت لدى كل من المستشفيات العمومية والصندوق الوطني للتأمين على المرض المقدر حجمها حاليا ب 800 مليون دينار. وأفاد خليل عموس أن هذا المشروع سيمكن الصيدلية المركزية من استعادة توازناتها المالية بصفة مستدامة وإخراجها من "دورة الخسارة" حسب توصيفه وذلك في إطار علاقاتها المالية مع كل من المستشفيات العمومية والصندوق الوطني للتأمين على المرض. ولفت الرئيس المدير العام للصيدلية المركزية إلى أن ديون المستشفيات العمومية لفائدة الصيدلية المركزية تقدر ب400 مليون دينار مقابل مستحقات بنفس القيمة لفائدة الصندوق الوطني للتأمين على المرض.