شهدت أسعار النفط هبوطاً حاداً تاريخياً بعد أن خفّضت المملكة العربية السعودية أسعار نفطها الخام لتبدأ بذلك حرب أسعار ضد روسيا. وانخفضت أسعار النفط في الولاياتالمتحدةالأمريكية بما يصل إلى 27%، إلى أدنى مستوياتها منذ 4 أعوام، ليبلغ سعر البرميل 30 دولاراً، بينما يستعد التجار لخطوة قيام السعودية بإغراق السوق بالنفط الخام في محاولة لاستعادة حصتها في السوق. وبلغ سعر البرميل مؤخرا 32 دولاراً. كما انخفض خام برنت، المؤشر العالمي، بنسبة 22% ليبلغ سعر البرميل 35 دولاراً. وحسب الأرقام، فإن عقود النفط باتت تتجه نحو أسوأ يوم لها منذ العام 1991. ويأتي اضطراب الأسواق هذا بعد انهيار التحالف النفطي بين أوبك وروسيا يوم الجمعة، حيث كانت قد اقترحت منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، بقيادة المملكة العربية السعودية، على روسيا، خفضاً إضافياً في إنتاج النفط اليومي، بهدف إيقاف انخفاض أسعار النفط إثر تراجع الطلب العالمي، خاصة من الصين مع انتشار فيروس كورونا، إلّا أن روسيا رفضت الاقتراح ولم يتوصل الطرفان إلى اتفاق. وأدى فشل الاجتماع بين أوبك وروسيا إلى صدمة في صناعة النفط، تسببت بانخفاض أسعار النفط بنسبة 10% يوم الجمعة. وكانت أسعار النفط عالقة بسوق هابطة منذ فترة إثر تفشي فيروس كورونا الذي تسبب بانخفاض حاد في الطلب على النفط الخام. وسيكون نزول أسعار النفط في صالح تونس التي تعرف عجزا طاقيا كبيرا أثّر سلبا في ميزانية البلاد. وقال الخبير الاقتصادي رضا الشكندالي في تصريح لموقع "الشاهد" إن هنالك انعكاسات ايجابية على تونس لأن انتشار الفيروس أدى الى انخفاض الطلب العالمي حول النفط وانخفاض أسعاره إلى حدود دنيا، مبينا أن فرضية ميزانية الدولة للبرميل الواحد من النفط هي 75 دولارا وبالانخفاض المذكور سيتقلّص دعم الدولة للمحروقات. وأضاف الخبير الاقتصادي أن تونس بلد مورد للنفط وأن انخفاض كلفته سيقلّص من مستوى العجز التجاري في تونس وذلك تزامنا مع بدأ استغلال حقل نوارة الذي سيعطي نصف انتاج تونس من الغاز الطبيعي، مشيرا الى أن هذه المعطيات المذكورة سترفّع من قيمة الدينار وتقلّص من نسبة التضخم وتحسّن المقدرة الشرائية للمواطن التونسي. يذكر أن قيمة الدعم الموجّه للمحروقات تستحوذ على 45 بالمائة (1,880 مليار دينار) من حجم ميزانية الدعم ككل والمقدرة ب 4,18 مليار دينار.