تسبّب انتشار فيروس كورونا في أغلب دول العالم في أزمة اقتصادية وخاصّة ببؤرة المرض بالصين حيث تراجع النشاط التصنيعي بالبلاد الى أدنى مستوى بعد أن اتخذت الحكومة اجراءات لمنع تفشي الكورونا وتتمثل في فرض قيود على حركة التنقل وإغلاق العديد من المصانع الى جانب فرض الحجر الصحي. ومع ظهور أول إصابة بفيروس كورونا بتونس والتي تم الإعلان عنها يوم أمس بدأت المخاوف من تداعياته السلبية على الاقتصاد التونسي الذي يشهد أزمة منذ فترة طويلة كما تنامت المخاوف من ضرب القطاع السياحي بعد أن بدأ في استرجاع عافيته. وأكد الخبير الاقتصادي رضا الشكندالي أن ظاهرة انتشار فيروس كورونا عالمية وتداعياتها ليست متعلقة بالبلاد التونسية فقط، مشيرا إلى أن انتشار الفيروس سيؤدي إلى انخفاض تنقلات للسياح. وأوضح الشكندالي في تصريح لموقع “الشاهد” وجود انعكاسات ايجابية على تونس لأن انتشار الفيروس أدى الى انخفاض الطلب العالمي حول النفط وانخفاض أسعاره إلى حدود دنيا، مبينا أن فرضية ميزانية الدولة للبرميل الواحد من النفط هي 75 دولارا وبالانخفاض المذكور أصبح سعر البرميل في حدود 50 دولارا، وهو أمر ايجابي على ميزانية الدولة على اعتبار أن الدعم على المحروقات سيتقلّص. وأضاف الخبير الاقتصادي أن تونس بلد مورد للنفط وأن انخفاض كلفته سيقلّص من مستوى العجز التجاري في تونس وذلك تزامنا مع بدأ استغلال حقل نوارة الذي سيعطي نصف انتاج تونس من الغاز الطبيعي، مشيرا الى أن هذه المعطيات المذكورة سترفّع من قيمة الدينار وتقلّص من نسبة التضخم وتحسّن المقدرة الشرائية للمواطن التونسي. وأعرب الخبير الاقتصادي رضا الشكندالي عن آماله في عدم انتشار هذا الفيروس. تجدر الإشارة الى أن وزارة الصحة كانت قد أعلنت مساء أمس الاثنين عن تسجيل أول حالة مؤكدة للإصابة بفيروس "كورونا" الجديد في تونس، وهي حالة مستوردة لتونسي عائد من إيطاليا ويبلغ من العمر 40 سنة. وأكد وزير الصحة أنّ الأمر كان من المتوقع حدوثه نظرا لانتشار الفيروس في العديد من دول العالم ودول المنطقة، ونظرا للتزايد المستمر في عدد الحالات التي تم التبليغ عنها في هذه الدول. وقال الوزير إن المريض وصل تونس يوم 27 فيفري دون أية أعراض للفيروس، مشيراً إلى أنه تم اكتشاف الفيروس لديه يوم 29 من نفس الشهر، فيما لم يكشف عن مكان إقامة المصاب.