تعيش تونس منذ أيام على وقع أحداث صعبة بسبب فيروس كورونا، وقد لوحظ تفاقم القلق بين المواطنين المتابعين للأوضاع بسبب الإشاعات التي غذّتها مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام التي انخرطت في موجة الإشاعات، إمّا عمدًا، أو سعيا للسبق الصحفي. يأتي ذلك في الوقت الذي يشدّد فيه مراقبون على أهمية الاستقرار والتضامن الاجتماعي للحدّ من الخسائر المنتظرة بسبب الفيروس المستجد. ويوم السبت الماضي قبل ساعات من خطاب رئيس الحكومة الياس الفخفاخ تناقلت صفحات وبعض وسائل الإعلام أنباء عن استقالة آمر الحرس الوطني في إيحاء بوجود ارتباك في أجهزة الدولة بسبب أزمة كورونا، قبل أن يتضح أن تلك الأنباء محض إشاعات. كما جرى في الوقت نفسه تداول إشاعة عن استقالة الفريق محمد الحامدي المستشار العسكري لرئيس الجمهورية. وأعلنت وزارة الداخلية أمس الأحد إيقاف مستغلّ صفحة على موقع التّواصل الاجتماعي “فايسبوك” قالت إنه تعمّد نشر أخبار زائفة تتعلّق باستقالة قيادات أمنيّة ومسؤولين بالدولة معتبرة أن ذلك من شأن ذلك المس من استقرار البلاد وزعزعة أمنها. واكدت الوزارة في بلاغ صادر عنها أن الإدارة الفرعيّة للقضايا الإجراميّة تعهدت بموجب تعليمات النّيابة العموميّة بقضيّة “نشر أخبار والإساءة إلى الغير عبر شبكات التّواصل الاجتماعي”. وبدورها، أعلنت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين امس عن اجراءات صادر عن لجنة أخلاقيات المهنة التابعة لها ضد 3 صحفيين بقناة نسمة بسبب “بث أخبار زائفة مفادها حدوث استقالات وتفكك في أجهزة الدولة قبل وقت قليل من خطاب رئيس الحكومة الذي أعلن فيه ترتيبات الحجر الصحي الشامل”. وأبرزت النقابة في بيان صادر عنها أنه تمت “إحالة ملفات كل من ريم السعيدي وحسّان بالواعر ووليد الزريبي إلى مكتبها التنفيذي الموسّع مع توصية بشطبهم من النقابة إن كانوا منخرطين والعمل مع لجنة إسناد بطاقة الصحفي المحترف لسحب بطاقة احتراف مهنة الصحافة منهم”. وأبرزت أن “نشر هذه الأخبار الزائفة والمضلّلة تم في وقت تعيش فيه البلاد حالة استثنائية وحظر جولان جراء انتشار وباء كورونا”، معربة عن “إدانتها الكاملة لهذه الممارسات التي لا تشرّف مهنة الصحافة ولا تمت لأخلاقيات العمل الصحفي بأية صلة”. وكشفت أنّ اللجنة قامت بالاتصال بالجهات والمصادر المعنية حول ما نشر وأنها فنّدت وكذبت كل ما نشر من إشاعات”، مؤكدة أنها “تعتبر أن الصحفيين المعنيين قاموا بنشر أخبار كاذبة ومضللة من أجل خداع الجمهور”.