تقدّمت الجهود الرامية لبناء أول مسجد بتمويل حكومي في "أثينا" خطوة كبيرة ، بالإعلان عن فوز "كونسورتيوم" (اتحاد شركات) يوناني بمناقصة لبنائه. وقالت وزارة البنى التحتية: إن تجمعاً من عدة شركات فاز بالمناقصة لبناء المسجد الذي يتكلف نحو 946 ألف يورو (1.27 مليون دولار)، ويُتوقع أن يستغرق تشييده ستة أشهر. ولن يقام للمسجد الذي تبلغ مساحته نحو 600 متر مربع مئذنة، وسيُشَيَّد في قاعدة بحرية مهجورة بمنطقة "فوتانيكوس"، وهي حي صناعي يعاني بشدة من نقص الخدمات، حيث نظم محليون عدداً من الاحتجاجات ضد خطة بناء المسجد، قادتها الجبهة الوطنية المنتمية لليمين المتطرف . ولا يوجد في "أثينا" مسجد رسمي منذ حصل اليونانيون على الاستقلال عن العثمانيين في عام 1832، ووجهت جماعات حقوقية مثل منظمة العفو الدولية انتقادات لليونان؛ لكونها واحدة من عواصم أوربية قليلة لا يوجد بها أي مسجد علما وانه يقدر عدد المسلمين باليونان باكثر من 750 الف مسلم. وفي بلد تحظى الكنيسة الأرثوذكسية فيه بنفوذ قوي. وحذَّر حزب "الفجر الذهبي" المنتمي لجبهة اليمين المتشدد بإعاقة الخطة، ورفع أسقف محلي وهو سيرافيم بيريوس القضية إلى مجلس الدولة أعلى محكمة إدارية في البلاد. وفي ظل عدم وجود مكان مناسب للعبادة يعتمد المسلمون على مساجد مؤقتة تقام في مرائب قديمة أو مستودعات. وكانت كثير منها هدفاً لهجمات عنصرية، وأُضرم النيران في واحد منها على الأقل. و سيبنى المسجد بجوار كنيسة أرثوذوكسية صغيرة.وأوضح المهندس المسؤول عن المشروع أن سعة المسجد الكلية ستكون حوالي 350 شخصا، وستصل المساحة الإجمالية للمكان إلى 3.5 أفدنة. وحسب خرائط المكان فستراعى في عملية البناء توجهه باتجاه القبلة وإفراد مدخل للسيدات، كما راعى المخططون وجود تسهيلات لذوي الاحتياجات الخاصة وأجهزة سلامة. وفي جانب المبنى الرئيسي الذي يضم المسجد، ستكون هناك مبان أخرى تضم مكتبا للإمام وغرفة للمؤذن، بينما ستخفف المساحات المغطاة بالباطون المسلح ليحل مكانها العشب الأخضر، ويقول القائمون على المشروع إنهم لا يريدون المسجد سجنا محجوبا عن أعين الناس، بل مكانا مفتوحا للجميع.