موسمٌ رمضاني غير سار للتلفزة الوطنية التي الى حدّ الان تبثّ مسلسلين (قلب الذيب، 27) هما الأكثر انتقادا على مواقع التواصل الاجتماعي. انتقادات شملت أفكار هذه المسلسلات ومضمونها وطريقة طرحها ناهيك عن الاسلوب والتّصوير والإخراج، كلّ ذلك جعل المؤسسة العمومية في موقفٍ محرج أمام التونسيين، خاصة وانها اقتنت مسلسل “27” بقيمة 900 مليون للمخرج والمنتج يسري بوعصيدة فيما اقتنت حقوق بثّ مسلسل “قلب الذيب” بما يقارب المليارين، في الوقت الذي تمر فيه الدولة بأزمة مالية بسبب جائحة كورونا. وعبّر الكثير من النشطاء والاعلاميين عن انتقاداتهم لمسلسل “27” وكتب الاعلامي والناشط السياسي برهان بسيس ” مسلسل 27 على الوطنية التونسية ومسلسل الاختيار على القنوات المصرية زوز أعمال درامية تتناول نفس الموضوع… لكن الفرق في المستوى هو الفرق بين الأغنية الوطنية التونسية شكري ما قتلو حد قتلو الحاكم والمعتمد والاغنية الوطنية المصرية متع عبد الحليم حافظ بحلف بسماها وترابها…” فيما علق الروائي والاعلامي كمال الرياحي قائلا ” اطلب من الجيش التونسي إيقاف مسلسل فرقة 27 اللي فيه الجيش وترفيل جميع الممثلين بما فيهم هشام رستم ومنع المخرج من الاقتراب من الكاميرا مستقبلا…وتعليق كاتب السيناريو في كالاتوسة..” وكتب المدوّن شوقي بن سالم ” ” مسلسل (27) الي يتعرض على القناة الوطنية الاولى مهزلة درامية عابرة للقارات وإهانة للجيش التونسي..هذيكا نتيجة انو بعد الثورة التلفزة يسيرها رئيس شعبة سابق”. بدوره، تعرض مسلسل قلب الذيب من اخراج الممثل والمسرحي بسام الحمراوي والمنتجة والممثلة خولة سليماني الى النصيب الاوفر من الانتقادات خاصة وأنّ العمل لم يكن في مستوى التوقّعات. وتوجهت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري امس الثلاثاء بلفت نظر للعمل المذكور دعت من خلاله مؤسشسة التلفزة إلى سحب المشاهد التي تتضمن عنفا شديدا من حلقات المسلسل التي تم نشرها على الموقع الالكتروني الرسمي للقناة وكافة صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لها. من جهة أخرى دعت الهايكا مؤسسة التلفزة الوطنية إلى الالتزام بما ورد في بنود عقد الأهداف والوسائل بما في ذلك تفعيل آليات التعديل الذاتي والاعتماد مستقبلا على مقاربة تشاركية في انتقاء الأعمال الدرامية لمزيد ضمان جودة المضامين المقدمة. ولاحظت الهايكا، أنها اطلعت على تقارير وحدة الرصد التابعة لها وعلى الشكايات الواردة عليها، وبعد متابعة ثلثي حلقات مسلسل "قلب الذيب" الذي انطلق بثه مع بداية شهر رمضان، أن لقطات مسيئة للحركة الوطنية والمقاومة المسلحة ضد المستعمر الفرنسي، تخللت المسلسل المذكور مضيفة أن لقطات أخرى أساءت لصورة المقاومين حيث تم اجتثاثها من إطارها الإنساني لتحل محلها نزعات التشفي والاستهتار بتعذيب الآخرين وهو ما حوّلهم من سياق نبل مقاومة المحتل إلى ما يشبه سلوك العصابات أو قطاع الطرق،وفق التوصيف الوارد في نص لفت النظر. من جهة اخرى اعتبرت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري أن العبارة التي أضيفت في "جينيريك" بداية المسلسل منذ الحلقة الرابعة والمتمثلة في "هذا العمل درامي ولا يمت للواقع بصلة"، هي نتاج للإحراج الذي لحق بالتلفزة التونسية وكان يفترض أن تلجأ، باعتبارها المنتج لهذا العمل، إلى إعادة تركيب بعض المشاهد حتى تتناسق مع التزامات الإعلام العمومي ووظائفه، وهو ما جعلها، مع الأسف، تنخرط في عملية تبرير غير مبررة بحثا عن مخرج صوري مفاده أن هذا العمل يندرج ضمن جنس أعمال "الفنتازيا الدرامية". يشار إلى انّ الاعلامي سمير الوافي تحدث عن شبهة فساد مالي تورطت فيها التلفزة الوطنية بسبب سوء تصرّف في المال العمومي واقتناء اعمال درامية بمبالغ كبيرة لا تستحقّها.