مع بروز مؤشرات عديدة لإمكانية فشل الحوار الوطني نتيجة تعنت أطراف سياسية ، اعترف جل رموزها أن السيد أحمد المستيري شخصية وطنية لايقدح أحد في تاريخها آو مصداقيتها ونزاهتها وبأن لااعتراض عليها إلا بسبب تمسك الترويكا بها ، ومع الرغبة الجامحة للسيد حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل لإنجاح الحوار الوطني بأي ثمن حتى يحوز صورة منقذ البلاد والعباد ، ويدون اسمه زعيما تاريخيا أنقذ البلاد من أزمة سياسية كادت تعصف بتجربتها في الانتقال الديمقراطي ، تصاعدت هذه الأيام وتيرة الإضرابات التي يدعمها الاتحاد بحرص من بعض قياداته التي تعمل لأجندة اليسار المتطرف ،بشكل مريب ، يستهدف اقتصادا وطنيا مترنحا ، بفعل الأزمة السياسية العميقة . ولم يخف منجي الرحوي في تصريحه اليوم لوسائل الإعلام ، سعادته بتواتر الإضرابات ، التي يعترف بأنها تأتي في سياق يستهدف إسقاط الحكومة ، رغم الصفعة التي نالها ورفاقه الذين ذهبوا إلى سترازبورغ يستجدون دعما أوروبيا ، فقوبلوا بالرفض والتحريض على استكمال المسار الانتقالي وإجراء الانتخابات ، فضلا عن فضيحة الوقفة التي دارت منذ أيام دون حضور الجمهور في القصبة . في هذا الظرف بالذات ، ووفقا لمصادر سياسية جديرة بالثقة ، يدور سباق محموم ضد الساعة يقوده الرباعي الراعي للحوار للحصول على تفويض لاختيار رئيس للحكومة بعد فشله في حصول توافق حول اسم الشخصية التي ستخلف السيد علي العريض في القصبة شبيه بتفويض السيسي لقتل أبناء شعبه والانقلاب على إرادتهم . ابتزاز سياسي ، وإضرابات تحاول أن تقضي على مابقي من أنفاس للوضع الاقتصادي من جهة وهو من أهم مايقض مضجع الحكومة الحالية ويجعلها تقدم على تضحية لايقوى غيرها على تقديمها من أجل المصلحة الوطنية ، ودعوة للتوافق ( بمعنى الموافقة القسرية ) حول من شخصية يرتضيها الرباعي ، وجبهة الانقاذ ، ولاترتضيها الترويكا . وماإعادة الجبهة الشعبية اقتراح شخصيات مرفوضة أصلا إلا إيهام بأنها لاتقف رفقة بقية جبهة الإنقاذ خلف مقترح الرباعي الراعي وراء مرشح وحيد أوحد هو عبد الكريم الزبيدي الذي تم رفضه سابقا ، والذي تريد تفويضا فيه دون ان تعلنه . أنصار النهضة ، وقوى الثورة ، متحفزون للمحافظة على موازين القوى وهم لايخفون بانهم عائدون للشارع ، رغما عن قياداتهم التي قدمت أكثر مما يمكن تقديمه من تنازلات ، وانهم لايمكن أن يسمحوا لأحد بالتلاعب بمستقبل الثورة ، والدخول في مغامرات بائسة ، من قوى انقلابية تدعمها جهات لاثقة في أجنداتها . قوى الثورة ، والشارع الذي بدأ يستعيد عافيته ، لابد أن تتحفز لتملأ اللآفاق من جديد صادحة بصوت صادح أن الذئاب المتخفية في ثياب بشر لايمكن أن تستأمن يوما على مصير البلاد وان لهيب الثورة لايزال يسري في عقول أبنائها لطفي هرماسي