لا يزال الكتاب الاسود الذي اصدرته رئاسة الجمهورية محل تجاذب محدثا ضجة غير مسبوقة لما ورد فيه من اسماء تم التشهير بتعاملها مع النظام الاستبدادي السابق . ورغم تجرا العديد ممن تم ذكر اسمائهم وشنهم لحملات مضادة ضد الكتاب الاسود قصد التخفيف و التشكيك في مدي صدقيته من برامج تلفزيونية وندوات صحفية فان الاستاذ "جمال الدين دروايل" نهج مسلكا اخر واتجه مباشرة الي قصر الرئاسة طالبا باعتذار رسمي من "عدنان منصر" رئيس الديوان الرئاسي و الذي اعتبره المسؤول المباشر عن الكتاب الاسود . وحسب ما ورد علي صفحة الاستاذ" جمال الدين دراويل" فانه قد تسني له اقتناص اعتذار رسمي مؤجل الي الايام القادمة عبر وعد من "عدنان منصر" علي حد تعبيره . ويري "جمال دراويل" ان الكتاب الاسود قد مس من كرامته وكرامة عائلته معتبرا انه برغم مهمته في رئاسة تحرير مجلة الحياة الثقافية لم يحصل منه النظام السابق على اي الثناء او دعم لمنظومة الاستبداد للمخلوع . هذا وان لم يتم أعلان الاعتذار الرسمي للناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية "عدنان منصر" فانه من المؤكد ان يشهد الكتاب الاسود منعرجا اخر بسبب التشكيك في مدي صدقية ومدي منهجية ومستوي من قام بتأليف الكتاب ليؤكد مرة اخري عن ضبابية وتخبط وعدم وضوح اية رؤية مستقبلية للعدالة الانتقالية والتي يبدو انها تختلف من حزب الي اخر خاصة بعد نقد وزراة العدالة وحقوق الانسان للكتاب الاسود وإبداء استيائها من صدوره والذي يبدو ان حركة النهضة تقتسم نفس رأي "سمير ديلو". غير انه تجدر الاشارة ان الكتاب الاسود لاقي رواجا منقطع النظير لدي اغلب المهتمين بالشأن السياسي الوطني لدي عموم المواطنين معتبرين ان كشف الارشيف بجميع القطاعات الوطنية امر حيوي للثورة وحجر اساس الانتقال الديمقراطي خاصة وأنهم يرون ان اغلب من ذكرت اسماؤهم في الكتاب الاسود لا يزالون يتربعون المشهد العام ويقودون الثورة المضادة التي تأبي التخلي عن المنظومة القديمة ويدافعون عنها بشراسة علي حد وصفهم . يذكر جمال الدين دراويل أستاذ محاضر ورئيس تحرير مجلة الحياة الثقافية وباحث وله عدّة مؤلّفات أبرزها ما يتعلّق بالعلامة محمد الطاهر بن عاشور حيث كان للدكتور سبق البحث العميق في حياة العلامة وفي منشوراته وفي توضيح أهمّ أفكاره وآرائه واجتهاداته خاصة المتعلّق منها بتفسيرالقرآن الكريم