_الاخباري في مسعى التفافي لاستئصال النقابيين الاسلاميين او من يُعتقدُ انهم قريبون من حركة النهضة- في الجهات رغم فوزهم بثقة ناخبيهم في انتخابات ديقراطية وشفافة جرت في فترات مختلفة وفي قطاعات متعددة بعد الثورة، اعضاء المركزية النقابية يستغلون وجود القيادات النقابية الجهوية في العاصمة بمناسبة انعقاد الهيئة الادارية الوطنية الاخيرة ليطلبوا منها مدهم بقوائم النقابات الاساسية و الاتحادات المحلية التي عارضت الاضراب العام عبر بيانات منشورة وذلك لعرضها على لجنة النظام -تقوم مقام مجلس التأديب- الخاصة بكل جهة في مرحلة تسبق القرار بتجريدهم من اية مسؤولية نقابية وحل النقابات التي يشرفون عليها او يضطلعون بالعضوية فيها. هذه الخطوة الانتقامية تأتي في سياق محاربة تغلغل الاسلاميين داخل عديد القطاعات حيث يرى عديد المطلعين على خفايا الشان النقابي ان تواصل صعود القريبين من حركة النهضة في انتخابات النقابات الاساسية في العديد من الجهات والقطاعات بالوتيرة الحالية قد يجعل الحساسية الاسلامية في موقع مفصلي ويقلب التوازنات الحالية راسا على عقب. تجدر الاشارة الى ان النواب الاسلاميين والمتحالفين معهم كانوا في حدود 93 نائبا في مؤتمر طبرقة الاخير اي انهم شكلوا 18 ./. من مجموع الجسم الانتخابي. ولعل مقارنة ماكان للاسلاميين في اخر مؤتمر شاركوا فيه وهو مؤتمر سوسة حيث كانوا يسيطرون على 22./. من الجسم الانتخابي النقابي بما حصل بمؤتمر طبرقة لا تستقيم بسبب بسيط ان العائق الزمني سواء ما تعلق منه بالمدة اللازمة لتجديد النقابات الاساسية او الاقدمية في الانخراط للراغبين في الترشح قد حال دون وصول عديد الاسلاميين الى مراكز نقابية قطاعية وهو ما منعهم من وجودهم كنواب داخل مؤتمر طبرقة الامر الذي يفسر الاصرار الغريب والعجيب من طرف عبد السلام جراد وحلفائه على عدم تاجيل المؤتمر من ديسمبر2011 الى ربيع 2012. يُذكر ان اي قرار بالتجريد او التجميد النقابي لا يكون فاعلا الا بعد مصادقة لجنة النظام الوطنية التي يشرف عليها نور الدين الطبوبي. للعلم الطبوبي المحسوب وفق بعض المراقبين على التجمعيين كان قبل وصوله الى المكتب التنفيذي في ديسمبر من السنة الماضية يشغل خلال فترة المخلوع خطة كاتب عام جهوي للاتحاد بالعاصمة وهو اضخم فرع بالبلاد ولا يمكن ان يصل اليه الا من يرضى عنه النظام بالرغم من وجود عملية انتخاب “شكلية” الا انها محكومة بلعبة التوازنات والحسابات والضغوطات و…التعليمات. الطبوبي لم يصل للكتابة العامة لاتحاد العاصمة في اوت 2009 الا بعد عملية تخلص قذرة اشرفت عليها البيروقراطية النقابية يقيادة عبد السلام جراد وعلي رمضان ضد توفيق التواتي الكاتب العام المعزول والمعاقب حينها ب7سنوات تجريد نقابي اثر اقدامه على فضح ملفات ضخمة للفساد في اعلى هرم المركزية النقابية الى جانب اصراره على الفصل العاشر الذي منع اعضاء المركزية من الترشح اكثر من مرتين. الطبوبي كان من ضمن العناصر التي اتفقت على التخلص من التواتي صحبة زميليه محمود عاشور وخميس صقر وهي قضية معروفة شغلت الرأي العام النقابي طيلة سنة 2009.