من خلال مقال نشر على مجلة التايم للكاتب كارل فيك تحدث فيه أن عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر قد يصبح "فرعونا". وقد أشار الكاتب في مقاله أن السيسي الذي ظهر للعامة منذ الانقلاب في 3 جويلية/يوليو أعلن كجندي عامل في الجيش الإطاحة بالرئيس الوحيد المنتخب بنزاهة في تاريخ مصر سعيا ليأخذ مكانه . هذا وتطرقت مجلة التايم إلى تسريبات حول ما يجري خلفه السيسي وذلك بما أورده خلال الحوار الذي أجراه الصحافي ياسر رزق عن المنامات والأحلام وكأنه "فرعون مصر" واصفا ذلك بالرؤى التي تأتيه لتبشره بحكم مصر عندما رأى في المنام أنه يحمل سيفا مكتوبا عليه "لا إله إلا الله" باللون الأحمر، وحلم آخر حيث دار حوار بينه وبين الرئيس أنور السادات في المنام أكد فيه السيسي أنّه أيضا سيكون رئيس مصر. أمّا صحيفة نيويورك تايمز ذكرت أن السيسي عندما تولى منصب وزير الدفاع في عهد الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي قد تعهد بحفاظه على الجيش إضافة لعدم الزج به في أتون السياسة. وأضافت الصحيفة أن السيسي الذي الذي حصل على لقب المشير اتخذ أول خطوة رسمية ليصبح رئيس مصر القادم فزعم أنه بانقلابه على الرئيس الشرعي المنتخب كان يلبي دعوة شعبية من أجل تأمين الثورة وأن هذا"الاختيار الحر للجماهير" بل "نداء الواجب" وتوضحت الصورة بعد ذلك بثلاثة أسابيع حيث طالب المصريين بالنزول في الشوارع لمنحه "تفويضا" لسحق أنصار الرئيس د. محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، وأشارت الصحيفة بأن السيسي كان يمهد الطريق لعودة مصر إلى الحكم العسكري الذي كان من المفترض أن ينتهي مع الربيع العربي في 2011. وحذرت الصحيفة من المخاطر التي قد يسببها وصول السيسي بشكل رسمي لرئاسة الجمهورية رغم ترويج وسائل الإعلام له ك"منقذ وطني". وأفادت في أن هذه المخاطر يمكنها أن تتمثل في توقع النخبة الاستعادة الكاملة لجميع امتيازاتها، وإدارة سكان الدولة في ظل الزيادة العددية الجامحة، جنرالات الجيش، قطاع عريض من الجمهور مستمر في الاحتجاج على الأقل مئات الآلاف من أنصار الرئيس المنتخب د. محمد مرسي الذين يرفضون علنًا هذه الحكومة، فضلًا عما وصفته ب"التمرد الإرهابي" الذي سيحبط أي أمل في استقرار مصر. وبحسب د. سامر شحاتة أستاذ العلوم السياسية بجامعة أوكلاهوما فقد توقع أن يكون هناك تراجع كبيرا جدا بالاقتصاد في حال تولى السيسي رئاسة مصر؛ خاصة وأن القضايا التي كانت سببا في اندلاع ثورة جانفي/يناير 2011 لا تزال موجودة كبطالة الشباب، وتهميش هذا القطاع من السياسة، والخدمة المدنية المتضخمة بشكل مفرط، ومنظومة دعم المواد الغذائية والطاقة التي ترهق الدولة. وأضاف شحاته أن استمرار الاحتجاجات والعنف يسحق أي أمل في التعافي لقطاع السياحة، مؤكدا أن لا أحد لديه الإرادة اللازمة لاتخاذ الخطوات اللازمة لدفع البلاد إلى الأمام.
