مصطلحات عجيبة يطالعنا بها اليسار الراديكالي من الحين للآخر، يجمع بينها التحريض والتشاؤم والإحباط وحتمية الفشل ، تتفق في كلياتها وتفاصيلها على معاداة محوري الهوية والشرعية ، ويستحيل ان تجد مصطلحات من إنتاج مجموعات التصعيد الثوري تحمل البشرى والأمل و تلوّح ببعض سعادة ونبذة الفة وقطمير محبة ، او تقوم بإنصاف بعض الخصوم او حتى الارتقاء بهم من درجة الشيطنة الى الدرجات الدنيا من الآدمية ، يصعب على هذا الميكانيك الأحمر ان يقول صحة ، لباس، بخير ، الحمد لله..لن تسمع منه الا اتخذت ، تحرقت ، مشومة ، كارثة ، مصيبة ..ولعل أجمل كلمة صرحت بها او تفلتت من هذه الكثبان الحمراء عبارة "صباح الخير" قالوها وندموا عليها ولو استطاعوا ردها لردوها بوزنها من الذهب الخالص. موجة المصطلحات الأخيرة تحدثوا فيها عن ما أسموها بالترويكا 3 في إشارة الى حكومة مهدي جمعة ، وأكدوا انها لا تختلف بالمرة عن حكومة حمادي الجبالي الترويكا 1 وحكومة علي العريض الترويكا 2 ، كما لقبوا وزير الشؤون الدينية الجديد بالخادمي 2 وقالوا انه نسخة مطابقة للوزير السابق نورالدين الخادمي ، وبعدما أعلنوا أكثر من مرة أن الانتخابات التي اشرف عليها الوجه اليساري المعروف كمال الجندوبي ودارت تحت رعاية حكومة السبسي تم تزويرها لصالح النهضة ، شرعوا في الحديث الآن عن السعي لتنظيم اول انتخابات نزيهة في تاريخ تونس وشددوا على ضرورة حشد الشروط لذلك ! نصرالدين السويلمي