أثار الخبر الذي نشرته بعض الإذاعات الخاصة نقلا عن جريدة "الشروق" حول نية حكومة "التكنوقراط" توحيد خطب صلاة الجمعة بالمساجد موجة من الاحتقان والاستنكار من عديد التونسيين و تندر رواد مواقع التواصل الاجتماعي.. مصادر جريدة "الشروق" "الاستعلامية" الخاصة أكدت بأن حكومة "الرباعي" المنصبة من قبل "الحوار الوطني" اتخذت قرارا "ثوريا" بتوحيد خطب الجمعة بالمساجد وتعميمها و بالتنسيق مع السلط "الأمنية" و "الإدارية"… لا أحد يجادل اليوم في ضرورة تحييد المساجد عن العمل حزبي…لكن هل جاءت حكومة جمعة لتعيدنا إلى الخطب التي تحرر في "مناطق الأمن" أو تحت "إشرافها" ؟ ، و ماذا يعني "الحياد" إذا أصبحت المساجد و خطب الجمعة أبواقا للسلطة و مرددة لخطابها الرسمي؟ و في المقابل..هل ستتخذ حكومة "الرباعي" قرارات حاسمة للدفع نحو تحييد النقابات و على رأسها الإتحاد العام التونسي للشغل؟..فمقرات إتحاد الشغل في عديد المناسبات و في بعض الجهات بما في ذلك المقر المركزي لمنظمة بن عاشور، أصبحت منبرا للخطب الحزبية..و التحريضية أحيانا…وعديد الأمثلة على ما نقول موثقة بالصوت و الصورة ، حيث تظهر قيادات حزبية وهي بصدد إلقاء خطب سياسية و حزبية داخل مقرات الإتحاد….فأين "جمعة" و حكومته "التكنوقراط" من هذا؟ يبدو أن سيطرة طرف ساسي بعينة على مركز القرار في حكومة جمعة بدأ يبرز يوما بعد يوم…فمثل هذه القرارات و المتمثلة وفي "سطو" السلطة التنفيذية على المؤسسات الدينية و فصل الدين عن الشأن العام و جعل المساجد "كنائس" ليس مطلبا شعبيا و لا توافيا…بل هو مطلب جماعة…."تونس تونس حرّة حرّة…. و الإسلام على برّة !" مراد الشارني