الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في لقائه مع قناة الحياة يقول بالنص:(أنصح السيسي بعدم الترشح والبقاء في منصبه الذي أنجز فيه واللي أدّي دور فيه نقدّره جميعا ونحترمه في إدارة المؤسسة العسكرية واحد القلائل في قيادة المؤسسة الذي يتسم بنزاهة الذمه الماليه ……). الكثير من الذين علّقوا على هذا التصريح لفت انتباههم فقط حكمه بنزاهة ذمة السيسي المالية ، وأنا أرى أن تعبيره عن تقدير واحترام السفاح السيسي عن إنجازه ودوره في قيادة المؤسسة العسكرية أخطر وأسوء بكثير من قضية نزاهة الذمة المالية ، فماذا أنجز السيسي ، وما هو الدور الذي قام به كي يستحق هذا التقدير والاحترام والثناء والمدح من أبو الفتوح ؟؟؟غير الانقلاب على الشرعية وقتل وحرق الآلاف وسجن واعتقال الآلاف ، ولازال يفعل ذلك كل يوم ، إذا كان هذا الإنجاز مقدرا ومحترما عند الدكتور أبو الفتوح فهي الكارثة وهو الانحدار المروّع نحو الحضيض الأخلاقي والمبدئي ، فاختلف مع إخوانك القدامى كما تشاء وأنتقدهم كما تشاء وحتى اتهمهم بكل بلاوي الدنيا هذا شأنك ، لكن أن تعبّر عن تقديرك واحترامك لإنجازات السيسي وأنت تعلم يقينا ما هي بالضبط ، فهذا لا تفسير له إلا بالانحدار الذي تحدثنا عنه ، وإذا كان أبو الفتوح طامع في أن يكون له موضع قدم في خارطة طريق السيسي فلذلك جامله بعكس ما فيه فهو واهم حقا ، لأن السجل أغلق عليه عند السيسي ومن معه بأنه أحد قيادات الإخوان المسلمين ومهما تبرأ من ماضيه ومهما فعل فلن يغيّر هؤلاء انطباعهم عنه ، ولعنا نستحضر حديث السيسي وتهكّمه عليه في أحد تسريباته التي سمعناها جميعا خير دليل على ذلك. كما إن بعض الذين برروا لأبي الفتوح مثل هذا التصريح بتبرير أن مرسي فعل الشيء نفسه مع السيسي وهو الذي عيّنه ، فرغم أننا نقرّ بخطأ الرئيس مرسي في ذلك ، لكنه قياس فاسد لأن مرسي عيّنه بعد تمثيله البارع عليه وقبل الفعل الفاضح ، لكن أبو الفتوح عبّر عن تقديره واحترامه لإنجازات السيسي بعد كل الجرائم التي ارتكبها إلا إذا كان لا يعتبرها كذلك فهذا أمر آخر.