تختتم اليوم فعاليات المؤتمر الدولي بجامعة الزيتونة الذي استمر ليومين من الاربعاء الي الخميس بعنوان :"الاستاذ الامام الطاهر بن عاشور واعادة تاسيس العقل الفقهي الاسلامي" ويعد محمد الطاهر بن عاشور علامة وفقيه تونسي، انحدرت أسرته من الأندلس، ولد في تونس عام 1879، وتوفي عام 1973، تعلم بجامع الزيتونة المعمور ثم أصبح من أكبر أساتذته. كان عالمًا مصلحًا مجددًا، لا يستطيع الباحث في شخصيته وعلمه أن يقف على جانب واحد فقط، إلاّ أنّ القضية الجامعة في حياته وعلمه ومؤلفاته هي التجديد والإصلاح من خلال الإسلام وليس بعيدًا عنه، ومن ثَم جاءت آراؤه وكتاباته ثورة على التقليد والجمود، وثورة على التسيب والضياع الفكري والحضاري. وكان فقيهًا مجددًا يرفض ما يردده البعض من أنّ باب الاجتهاد قد أغلق في أعقاب القرن الخامس الهجري، ولا سبيل لفتحه مرة ثانية، وكان يرى أنّ ارتهان المسلمين لهذه النظرة الجامدة المقلدة سيصيبهم بالتكاسل، وسيعطل إعمال العقل لإيجاد الحلول لقضاياهم التي تجد في حياتهم. وبرز "بن عاشور" في العديد من العلوم أهمها "علم الشريعة" و"اللغة" و"الأدب"، وكان متقنًا للغة الفرنسية وعضوًا في مجمع اللغة العربية في دمشق والقاهرة، وتولى بن عاشور مناصب علمية وإدارية بارزة كالتدريس والقضاء والإفتاء وتم تعيينه شيخًا لجامع الزيتونة في ثلاثينيات القرن الماضي. وللعلامة بن عاشور عشرات الكتب في التفسير والحديث والأصول واللغة منها تفسيره: "التحرير والتنوير" و"مقاصد الشريعة" و"أصول الإنشاء والخطابة" و"النظر الفسيح عند مضايق الأنظار في الجامع الصحيح"، وغيرها.