تطالعنا الجبهة الشعبية منذ مدة بعدة مواقف سياسية تنشرها في بيانات متفرقة تعبر عن تناقض شديد و صارخ عبر التعبير على أحداث متفرقة حول العالم و في تونس بشكل يتماشى مع أهواء رفاق حمة الهمامي. الجبهة الشعبية تتهم حركة النهضة برسكلة التجمع الحزب المنحل و تتحالف مع نداء تونس الذي يعج بالتجمعيين و آخرهم محمد الغرياني الأمين العام السابق للحزب. موقف الجبهة في مصر يساند إنقلاب السيسي بل و يسميه إختيار الشعب رغم أنه إنقلاب دموي. في سوريا تعارض الجبهة المعارضين لنظام العلويين البعثي و على رأسه بشار الأسد رغم أنه قتل مئات الآلاف من المواطنين السوريين بل و إتهمت الذين خرجوا للإطاحة بالنظام بالعمالة كالعادة لقطر و إسرائيل بينما كانت السعودية و الإمارات تمول قوات المعارضة في سوريا و تمول الإنقلاب المصري. و منذ مدة كانت الجبهة مع المتظاهرين في تركيا للإطاحة بعبد الله غول و رجب أردوغان رغم أن تركيا في عهدهم أصبحت سادس قوة إقتصادية في العالم و الدولة الإسلامية الوحيدة التي أصبحت تقرض بنك النقد الدولي و أصبحت من الدول التي لا ديون لها. و أخيرا و أكيد بأنه لن يكون آخرا في تناقض المواقف, صمتت جبهة حمة الهمامي صمت القبور على ما يخصل في أكرانيا من ثورة و هبة شعبية ضد النظام الشيوعي و الإشتراكي الأكراني و أغمضت أعينها عن تحطيم تماثيل لينين و تروتسكي و القضاء على الشيوعية في مهدها قبل أن تخرج أمس إلى الرأي العام ببيان يندد بالهبة الشعبية التي تحصل في دولة فينزويلا في أمريكا اللاتينية حيث مل الشعب من الفقر و الدكتاتورية و بلغ التململ مداه في صفوف الجيش. الجبهة الشعبية إعتبرت هذا الحراك تمردا و طالبت بوقف المؤامرات الإمبريالية على فينزويلا و أكاد أجزم أنه لو لا بعض الحياء الذي تبقى لبعض قيادات الجبهة لإتهموا قطر بالضلوع في ما يحصل في فينزيولا.