نفّذت نقابة الأمن تهديدها الذي وعدت به وهجمت على قيادي رجال الثورة واعتقلته بشكل وحشي، والملفت أنّ النقابة نفّذت التهديد الذي وجّهته لبن جدو ومهدي جمعة قبل انتهاء المهلة التي حدّدتها، وتكون هذه المجموعات الأمنيّة بذلك قد حقّقت حزمة من الإنجازات المشبوهة، لعلّ أبرزها الانتقام لكمال لطيف الذي يعتبر الخصم الأول لرجال حماية الثورة، وكانت بعض أطراف اليسار الراديكالي حاولت بقوة الضغط على حكومة الجبالي والعريض للقيام باعتقال دغيج وتنفيذ جملة من الاعتقالات العشوائيّة الاخرى داخل شباب الثورة لكنّهم فشلوا في ذلك، ويبدو أنّ نيّة حكومة جمعة تتجه إلى السكوت عن تحول بعض النقابات الأمنيّة إلى ميليشيات مقنّنة تستعمل صفتها داخل أحد أخطر وأدق الأجهزة في الدولة لتصفية حسابات خطيرة لصالح بعض الشخصيّات والخلفيّات الأيديولوجيّة. بعد تنفيذ هذه المجموعات النقابيّة لتهديدها الذي وجّهته للدولة أصبحت الخشية الآن من تغولها وتجاوزها لجميع المؤسّسات ومن ثمّ القيام بعمليات خطيرة ضدّ المواطنين العزّل واستهداف النشطاء والتنكيل بهم على خلفيّة أفكارهم، وباتت الأصوات تتعالى لتحذّر من مغبّة زحف هذه النقابات تدريجيّا نحو التخلّص من الرقابة وتسخير نفسها على ذمّة أباطرة المال والنفوذ لتنفيذ أجنداتهم الخاصّة والمعادية للثورة وللشعب. نصرالدين