الطاهر بن حسين مفرد فى صيغة الجمع , تخصص فى جمع كل أنواع الحقد على هوية البلاد و أنصارها حتى أصبحت شخصيته مصبا لنفايات اليسار الفرنكفونى المسكون بالحقد المرضى الذى لا يرقب فى إسلام شعبنا إلا ولا ذمة . حقد مركب ضد إرث العبادلة السبعة و ضد التاريخ و الجغرافيا اللذين جعلا من تونس حاضنة لعالم العروبة و الإسلام حتى غدت زيتونتها قبلة لطلاّب العلم قبل أن يستهدفها ماغول تونس بورقيبة و مشتقاته بالغلق و التطويق و التجفيف لمنابع الخير و العلم . لم يتعود صاحب هذا القلم المتواضع الدفاع عن الوزراء بالرغم من الرابطة الروحية و النضالية التى تربطه بأغلبهم حرصا منه على إستقلالية مداده الذى سيبقى بإذنه تعالى ملكا لقيم الإسلام العظيم و خادما لقيم و أهداف وثقافة الثورة المباركة لا يضره من عاداه ولا يفسده من ولاه مستلهما من الخطاب النبوى الشريف „ إذا رأيتم العالم يرتداد السلطان فأتهموه „ منهجا فى الكتابة و خيارا تحريرا منحازا لخط المستضعفين . إذا فهمتم هذا فهمتم أننى إخترت الإنتصار و الإنحياز إلى الدكتور المنصف بن سالم المناضل الشريف وبائع المعدنوس العفيف و ليس الوزير لأنّ هذه الصفة قد تحجب عن الناّس حجم المعاناة و الإبتلاءات التى إستهدفته على يد حلفاء الدعى الطاهر بن حسين طيلة أكثر من عقدين كاملين إضطرته إلى أن يخالط أوراق المعدنوس طلبا للرزق الحلال بعدما تعود على مخالطة أوراق المراجع و البحوث و إمتحانات الطلاّب . عيب الشقى و الدعى الطاهر بن حسين أنّه إختار أن تبقى الطهارة حبيسة إسمه و لا تتعداه لتشمل سلوكه و خطابه الإعلامى فمن إعتباره اللباس الشرعى „ شكيمة بهايم“ يطوّق جسد المرأة و يعيق إنطلاقتها مرورا إلى إبتذاله لمهنة الفقراء و المستضعفين باعة المعدنوس المتجولين وصولا إلى ثلبه لأحد قيادات مجموعة الإنقاذ الوطنى لسنة 87 المناضل الدكتور المنصف بن سالم كلّها قرائن مادية تثبت أننا أمام مجمّع بذائي إستثنائي أخذ من اليسار النوفمبرى عدميته وعدائيته لعقيدة الجماهير و من جماعة نداء التجمّع „ إنعدام الحياء السياسي الذى أصبح الشرط الوحيد للإنضمام إليه . بن حسين مدير قناة الحوار التونسى ليس إلا نموذجا لنخبة ماركسية غريبة عن ثقافة شعبنا و منطق العصر مازلت تعيش مرارة اليتم بعد سقوط الصنم النوفمبرى على يد جماهير شعب فيه الكثير من باعة المعدنوس الذين إختاروا اللقمة الحلال بالجهد الحلال وآختاروا الإنحياز إلى فعاليات الثورة منذ بدايتها تحت قيادة بائع الخضار و المعدنوس البوعزيزى رحمه الله . بن حسين صاحب قناة الحوار خليل المعتوه توفيق بن بريك و جليسه ليس إلا عنوانا لأزمة قيمية و أخلاقية بنوية يعانى منها اليسار التونسى المتهالك الذى مازال لم يستوعب أن الذين دفنهم طيلة عقدين كاملين بالتحالف مع مافيا قصر قرطاج قد نفخ فيهم الناخب التونسى الحياة بفضل الله وآختارهم عليهم لأنّ فيهم من إختار بيع المعدنوس على بيع دينه و شرفه و التجارة بأمانة الشهداء وما المناضل الدكتور المنصف بن سالم إلا تلميذا فى مدرسة بيع المعدنوس من أجل حفظ كرامة الشعب . بن حسين إعلامى الغلبة ليس إلا إسما حركيا يختزل تحت مفرداته كل تعبيرات الحقد المسنود إقليميا ودوليا ضد كل التعبيرات السياسية و الثقافية المنحازة لجغرافية الأرض و المدافعة عن حق شعبنا فى التمتع بزيتونته و قيروانه وما إستهدافه بتلك الوضاعة للمناضل الدكتور المنصف بن سالم إلا تنفيسا عن حقد إيديولوجى تاريخى تجاه مدرسة الإتجاه الإسلامى النقيض الجذرى لمشاريع التحديث المغشوش و الإنبتات الحضارى . سيحتفظ التاريخ بأن الدكتور عالم الرياضيات و الأستاذ العابر للقارات البروفيسور المنصف بن سالم إختار أن يسترزق ببيع المعدنوس طيلة سنوات الجمر زمن الدكتاتورية التجمعيسارية حتى يحفظ للسياسة شرفها و للنضال شرفه حتى أكرمه الله سبحانه و تعالى بسقوط من تخصص فى تعذيبه و محاصرته ولعلّ إنطلاق فعاليات الثورة على يد بائع خضار و معدنوس متجول البوعزيزى عليه رحمة الله و غفرانه مكرمة إلاهية لكل المستضعفين الذين إستعملوا المعدنوس سلاحا لتركيع دولة الإستكبار فقاوموا حصاد شجرة زقومها بنبتة خضراء ثمنها لا يقدّر بالمال لأنّ حظها منه ضعيف و لكنّها نبتة تملك رصيدا قيميا و أخلاقيا و حضاريا و تربويا و سياسيا مقاوما لا يقدّر بثمن عندما تختلط بأيادى مقاومة للدكتاتورية و للبغى و الحيف الإجتماعيين . معادلة لم يهتد إليها بن حسين صاحب قناة الحوار لأنّه من سوء حظه حتى المعدنوس حليف للقوى الظلامية يكفى فقط للتطلّع إلى موائد رمضان حتى نتأكد من أنّه سلطان الطاولة فى هذا الشهر الفضيل و لكن من سوء حظه لا يتذوقه إلا الصائمون . مع تحيات أخيكم رافع