ما لم يقله المستعمر الفرنسي وبورقيبة وبن علي، جاء اليوم ليقوله أحد اليساريّين الذي زعم أنّه يرأس نقابة الأئمّة في جامع الزيتونة ، فقد صرح بما لم يقله ديغول ومنديس فرانس ورجالهم الذين تتابعوا على حكم تونس من قبل، وبعد هزيمته النكراء في الانتخابات لم يترك اليسار المتطرّف من فضاء إلا وزرع فيه نقابة لا تمارس العمل النقابي، وإنّما تمارس التدمير الممنهج وعمليّات الإجهاض على كل نبتة وومضة يستشف منها الولاء للشعب وثورته . طالعنا المدعو فاضل عاشور الذي زعم أنّه رئيس النقابة الوطنيّة للإطارات الدينيّة بكلام لا يمكن أن يصدر حتى من تونسي غير مسلم يحقد على الإسلام ولا يحقد على وطنه، لأنّ الزيتونة وإن لم يتمّ تبجيلها كمنارة للعبادة من طرف البعض فإنّهم ولا شكّ ومع استحضار أدوارها التاريخيّة سيبجّلونها كمنارة حضاريّة لها هيبتها ومقامها . ليس الجامع المعمور هو الأول ولن يكون الأخير، فالهجمة تشمل كل الثوابت والقيم والمحاسن، تشمل الثورة والثوّار وثقافة المقاومة، تشمل الحريّة والأمل.. تشمل تونس، فالعديد من مجهولي الأب معلومي البطن ومن فرط حقدهم على هذه البلاد، ولمّا حباها الله بثورة فريدة هلّل لها العالم، وسوس لهم ذلهم فباعوها بالدرهم، لقد أهدى لهم الشعب وسام الثورة ورفعهم إلى الريادة ومن فرط عشقهم للعبوديّة وكرههم للرّقي انقلبوا يبحثون عمن يخلّصهم من العزّة والكرامة، فوجدوا ضالتهم في السيسي وخلفان . فلا رحم الله خفافيش العبوديّة ، ورحم الله ابن مسكوية إذ يقول : أيا ذا الفضل واللام حاءُ… ويا ذا المكارم والميم هاءُ ويا أنجب النّاس والباء سينٌ… ويا ذا الصيانه والصاد خاءُ ويا أكتب الناس والتاء ذالٌ…ويا أعلم الناس والعين ظاءُ تجود على الكل والدال راء..فأنت السخي ويتلوه فاء لقد صرت عيباً لداءِ البغاء…ومن قبل كان يعاب البغاء. نصرالدين