“دور القيروان في عمران بلاد المغرب” هو محور مائدة مستديرة نظمتها مدينة العلوم بتونس يوم الثلاثاء بكلية الاداب والعلوم الانسانية برقادة بالقيروان في اطار مساهمتها فى الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية سنة 2009 وذلك بمشاركة نخبة من الاساتذة الجامعيين الباحثين في تاريخ القيروان وبحضور جمع من طلبة الكلية.وفي هذا اللقاء قدم الاستاذ على حمريت الاستاذ المبرز مداخلة تمحورت حول “عناصر الشعب وامتزاجه منذ نشاة القيروان الى زحف بني هلال” فبين ان عددا من القبائل العربية القادمة من المشرق الاسلامي سكنت القيروان منذ نشأتها في عهد عقبة بن نافع ثم امتزجت هذه القبائل مع العنصر البربري في عهد الدولة الاغلبية الذي شهد تأصيل الدين الاسلامي واللغة العربية بافريقية. وخلص المحاضر الى ان مدينة القيروان كانت خلال تاريخها الزاهر نقطة اشعاع حضاري وسكاني وقطب من الاقطاب التي كان يتوزع منها العنصر العربي في كافة بلاد المغرب الاسلامي. ومن جهته تحدث السيد رياض المرابط الاستاذ المساعد بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بتونس عن “الاشعاع الحضاري للقيروان مشرقا ومغربا في مجال العمارة” حيث اكد ان علاقات القيروان بالمشرق الاسلامي وتحديدا بالحجاز والعراق كانت في البداية قائمة على التأثر بالامور الفقهية والارتباط بالحكم السياسي المهيمن في المشرق الى جانب تأثر بارز بالمدرسة العمرانية ببلاد الشام. واضاف انه مع انتقال الدولة الفاطمية الى مصر تحول الطراز المعمارى القيرواني الى المشرق حيث يبرز في تخطيط المساجد وبناء الماذن والقباب. وحول علاقة القيروان ببلاد المغرب والاندلس لاحظ المحاضر ان علماء القيروان كان لهم حضورا فاعلا فى هذه البلاد الاسلامية خاصة فى مجالات العلوم الشرعية كما كانت مدرسة قرطبة المعمارية امتدادا لمدرسة القيروان. اما السيد مراد عرعار الاستاذ المساعد بكلية الاداب بالقيروان فقد اهتم في مداخلته ب”الحرف والصنائع بمدينة القيروان من خلال مدونة النقائش الجنائزية وانتشارها في بلاد المغرب”. وأشار الى ان حرفا وصنائع مثل النسيج والخشب والخزف والحلي والبناء والعطورات والحلويات والمعادن وغيرها كانت مزدهرة في افريقية ابان اشعاع القيروان الحضارى وقد ساهمت المبادلات التجارية القائمة بين هذه المدينة وغيرها من العواصم الاسلامية في انتقال هذه الحرف والصنائع. ولاحظ المحاضر ان الزحف الهلالى كان له تاثيرا على الطرقات التجارية التي اسسها التجار القيروانيون مما أدى الى تراجع الصناعات والحرف في القيروان حتى بداية العهد الحفصي.