“التراث والاستثمار الثقافي والاقتصادي” هو شعار الدورة 18 لشهر التراث الذي يقام من 18 افريل الى 18 ماي من كل سنة مشتملا على العديد من التظاهرات الادبية والشعرية والفكرية والفنية فضلا عن المعارض والمسابقات المتنوعة والزيارات الميدانية للمواقع الاثرية والمعالم التاريخية.وفي هذا الاطار اعدت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث كتيبا خصصته لاستعراض برنامج شهر التراث لسنة 2009 تصدرته مقتطفات من خطاب الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للثقافة 2008 والذي اكد فيه سعي تونس المتواصل لتشجيع الاستثمار في الانتاج الثقافي لاسيما في الاختصاصات ذات القدرة الصناعية والتصديرية الواعدة على غرار النشر والموسيقى والمسرح والسينما. ويشكل اختيار محور”التراث والاستثمار الثقافي والاقتصادي” فرصة لتقييم المكاسب التي تحققت في المجال الثقافي ومناسبة للتحفيز على الاستفادة من ثراء التراث الوطني في ابتكار المشاريع الاستثمارية ذلك ما ابرزه السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث في تقديمه لهذه التظاهرة. وتتوزع الانشطة المبرمجة التي يناهز عددها 400 تظاهرة على كامل مناطق الجمهورية وتساهم في تنظيمها عدة اطراف من وزارات ومؤسسات وجمعيات ذات الصلة. وستعطى اشارة انطلاق الدورة 18 لشهر التراث من مدينة القيروان باعتبارها عاصمة للثقافة الاسلامية لسنة 2009 ويتضمن البرنامج هذه الدورة مجموعة من الندوات من بينها ندوة بعاصمة الاغالبة يوم 24 افريل الجاري عن”الاستثمار الثقافي والاقتصادي لمعالم ومواقع القيروان” واخرى يوم 8 ماي القادم حول “الصناعات التقليدية رافد من روافد الاستثمار الثقافي والاقتصادي” . كما ستشهد جهات اخرى ندوات مماثلة منها ندوة دولية يومي 24 و25 افريل الجارى بالجم تعنى ب “التنشيط بالمعالم والمواقع الاثرية” وندوة وطنية يوم 16 ماي المقبل بقفصة تحت عنوان “التراث الثقافي بالحوض المنجمي والاستثمار الاقتصادي” واخرى تحتضنها الكاف في اليوم نفسه وتتناول موضوع “الحماية القانونية للتراث سند للاستثمار الثقافي”. وتنظم في سياق متصل ايام دراسية من بينها لقاءات تتصل بالمعالم الاثرية كمجال للاستثمار الاقتصادي والثقافي وبافاق مهن التراث واستثمار التراث الموسيقي. ولمزيد التعريف بالمعالم التاريخية والمواقع الاثرية ستقام عدة معارض بمختلف الولايات على غرار معرض حول “قصور مدينة تونس” بقصر العبدلية بالمرسى واخر بعنوان “الفسيفساء في تونس والابتكارات في فنون الحجارة” وذلك بزغوان ومعرض ينظم في صفاقس يستعرض “شواهد عن مشاريع الاستثمار في التراث” اضافة الى معارض تسلط الضؤ على المنتوجات المستوحاة من التراث القيرواني كالزربية والمرقوم والاغطية والملابس الصوفية. وللشباب واليافعين نصيب في تظاهرة شهر التراث من خلال تنظيم عدة مسابقات في مختلف المجالات الثقافية اضافة الى ايام تحسيسية لابراز اهمية المحافظة على التراث والاطلاع على المخزون التراثي والحضاري الوطني.