تحتضن مدينة الحمامات انطلاقا من اليوم وعلى مدى أربعة أيام أشغال المؤتمر الدولي الثالث للجمعية الدولية للتكوين والبحث والتدخل الاجتماعي ببروكسيل الذي تنظمه الجمعية بالتعاون مع المعهد الوطني للشغل والدراسات الاجتماعية بتونس حول موضوع التدخل الاجتماعي والتنمية أي مرجعيات لأي ممارسات.ويهدف المؤتمر الذي يشارك فيه قرابة 300 باحث وخبير ومهنيين في مجال التدخل الاجتماعي إضافة إلى ممثلين عن هياكل المجتمع المدني من بلدان مستعملة كليا أو جزئيا للغة الفرنسية إلى دعم الممارسات المهنية للعون الاجتماعي والى تعزيز تبادل الخبرات والمعارف العلمية بين المختصين في مجال البحث العلمي الذي يعنى بالعمل الاجتماعي . وأشار السيد على الشاوش وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج في افتتاح الأشغال إلى أن هذه التظاهرة تمثل فرصة هامة لمزيد التعمق في مختلف الجوانب المتعلقة بالتدخل الاجتماعي بصفة خاصة والتنمية الاجتماعية بصفة عامة بما يعزز قدرات المؤسسات والهياكل والبرامج والمنظمات الناشطة في هذا المجال قصد تأمين أفضل سبل الوقاية الاجتماعية والإدماج في الدورة الاقتصادية. وبين أن المقاربة التونسية للعمل الاجتماعي التي أرسى دعائمها الرئيس زين العابدين بن على ترتكز على ثوابت جوهرية من أبرزها التلازم المتين بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للتنمية ومقاومة كل أشكال الإقصاء والتهميش فضلا عن ترسيخ قيم التضامن ودعم تكافؤ الفرص بين كافة الفئات والشرائح الاجتماعية ومختلف الجهات والمراهنة على تنمية الموارد البشرية وحمايتها والقضاء على الفقر وإرساء مقومات الأمن الاجتماعي على قاعدتي الحوار الاجتماعي والمشاركة. واستعرض في نفس الإطار خصوصيات التجربة التونسية في مجال التنمية الاجتماعية والتي تقوم الشراكة بين القطاع العمومي والمجتمع المدني وتهدف إلى معالجة مستديمة لكافة مظاهر الفقر والخصاصة ومظاهر سؤء التكيف النفسي والاجتماعي. وأكد على أهمية دور هياكل الخدمة الاجتماعية وأعوانها في تنفيذ هذه السياسة من خلال المساهمة خاصة في تكريس المقاربة الشاملة والنشيطة للسياسة الاجتماعية والتي تجمع بين العمل الوقائي والتدخل الرعائي والادماجي فضلا عن المساهمة في تنفيذ مختلف برامج النهوض الاجتماعي الموجهة إلى الفئات القابلة للتأثر والفئات ذات الاحتياجات الخصوصية . كما أشار إلى ما توليه تونس من أهمية لإعداد الموارد البشرية المختصة وتأهيلها في مجال التدخل الاجتماعي ولاسيما من خلال العمل على جعل التكوين الأساسي والتكوين المستمر مستجيبا للحاجيات الاجتماعية وموجها إلى الفئات المستهدفة حيث يراوح التكوين بين المرجعية الأكاديمية النظرية والمرجعية المهنية التطبيقية.