يلقى الاشخاص الحاملون لاعاقة كل العناية في تونس حيث تعددت لفائدتهم برامج الاحاطة وتنوعت التدخلات من قبل الهياكل العمومية والمنظمات والجمعيات الناشطة فى الحقل الاجتماعي. وتجد العناية بهذه الفئة خير سند فى المقاربة التضامنية ذات الابعاد الانسانية للرئيس زين العابدين بن على والتى تكفل للشخص المعوق الحق فى الصحة والتعليم والتربية والتكوين والتشغيل وتمكنه من المشاركة الفعلية فى مسار التنمية وفى الحياة العامة. ومن مقومات هذه المقاربة ايضا الحرص على تقاسم المعرفة والتكنولوجيات بين سائر فئات المجتمع بما فيها الفئات ذات الاحتياجات الخصوصية ايمانا بان النماء الاقتصادى والرفاه الاجتماعي يقترنان بالضرورة بتساوى الحظوظ بين الجميع فى هذا المجال بالذات. وقد تركز العمل فى تونس على التوسع فى استخدام تكنولوجيات الاتصال التى تعد من بين الوسائط المساعدة اكثر من غيرها لنسبة هامة من المعوقين على تجاوز واقع الاعاقة. وانصرف الجهد مبكرا لتيسير نفاذ الجميع لشبكات الاتصالات والمعلومات وتخصيص فضاءات النفاذ بالمؤسسات الجامعية والتربوية فضلا عن العمل على دعم المحتويات الرقمية وتوفير الحواسيب العائلية باسعار فى المتناول. كما شهدت تونس تعميم مراكز الاعلامية الموجهة الى الطفل وللطفل المعوق على كل الولايات وتجهيزها بالمعدات والبرمجيات الحديثة والملائمة لكل اصناف الاعاقة. وقد اكدت القمة العالمية حول مجتمع المعلومات التي احتضنت تونس مرحلتها الثانية سنة 2005 صواب المقاربة الوطنية اذ حظي الاشخاص المعوقون في اطار القمة على غرار سائر الفئات ذات الاحتياجات الخصوصية باهتمام دولي كبير واجراءات هامة. وبفضل الحوافز العديدة لدعم مساهمة مكونات المجتمع المدنى فى نشر الثقافة الرقمية على اوسع نطاق تزخر تونس اليوم بنسيج جمعياتي يعاضد جهود الدولة في الاحاطة بالاشخاص المعوقين وتاطيرهم ومساندتهم في مختلف اوجه الحياة. والرهان المطروح اليوم يكمن في مدى التوفق فى التوظيف الامثل للافاق الرحبة التي يتيحها التطور المعرفي والتكنولوجي والاستفادة من الخبرات الناجحة للعبور الى مرحلة جديدة من الاستقلال الذاتي للشخص المعوق ومساعدته على الاندماج الفاعل في مسار التنمية. وبرزت فى هذا الاطار مشاريع جديدة لدعم الانخراط الفاعل للمعوق فى مجتمع المعلومات بمساهمة عديد الاطراف المتدخلة ومن بينها جمعية “بسمة” للنهوض بتشغيل المعوقين التي تراسها حرم رئيس الجمهورية وتعمل من اجل تعزيز اندماج المعوق اجتماعيا واقتصاديا وكذلك فى مجالات التكوين والتعليم وتعزيز استعماله لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات. ويعد اطلاق مشروع “اى هانديكاب” الذى تبلغ كلفته مليون دينار من بين ابرز المشاريع المنجزة. ويتمثل هذا المشروع فى توظيف التكنولوجيات الحديثة للاتصال فى الرفع من اداء الطفل المعوق فى التربية والتعليم وذلك من خلال توفير فضاء تعليمى تربوى مهيأ يعتمد على التقنيات الحديثة للاتصال ويمكن المعوقين بمختلف اصناف الاعاقة من اكتساب معارف علمية ومهارات فكرية مستمدة من البرامج الرسمية للتربية والتعليم وباستعمال برمجيات وتجهيزات ملائمة. وقد تم بعد احداث هذه الفضاءات وعددها 24 بمختلف ولايات الجمهورية بمراكز التربية المختصة التابعة لجمعيات رعاية المعوقين. كما تعزز النفاذ الرقمى فى تونس بمشروع “اى اكسيسيبليتى” لتاهيل مواقع الواب للادارة والمؤسسات العمومية قصد تيسير نفاذ الاشخاص ذوى الاحتياجات الخصوصية.