ما مدى التقدم الذى أحرزته المرأة العربية في مجتمعاتها وأي خطوات قطعتها الهياكل المعنية بالنهوض بأوضاعها وما هي الانتظارات من اسهامات منظمة المرأة العربية على مدى سنتي 2009 و2010 في مزيد الارتقاء بها . تلك هي المسائل التي تطرقت اليها عدد من المشاركات في الاجتماع غير العادي السابع للمجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية الملتئم بتونس يومي 22 و23 جوان الجاري في تصريحات لوكالة تونس افريقيا للانباء.فقد أفادت الدكتورة بشرى الكنفاني ممثلة سوريا والرئيسة الحالية للمجلس في هذا الاطار بأن المرأة العربية تقدمت على الاصعدة الاجتماعية والاقتصادية وفي مجال التكنولوجيات الحديثة بصورة لا يمكن لاحد أن ينكرها موءكدة انه لا يمكن تحقيق الاضافة الا بمزيد التركيز على تجاوز المعوقات وتمكين المرأة من التموقع الجيد كمواطن قادر على المشاركة الفعلية في جهود التنمية. وتابعت قولها «نحن في مرحلة بناء النموذج الناجح لاننا نريد تغيير العقلية وتغيير الموروثات» موضحة أن طرح موضوعي “المرأة والاقتصاد” و”المرأة والتنمية المستدامة” في المرتمرين الثالث والثاني للمنظمة يترجم هذا التوجه واستحضرت الدكتورة ودودة بدران المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية (مصر) في ذات السياق مبادرة السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية ورئيسة منظمة المرأة العربية احداث جائزة المرأة العربية للاعلام التي كانت تقدمت بها في الموءتمر التاسيسي للمنظمة عام 2002. ولاحظت أن مشاركة حرم رئيس الجمهورية في أنشطة المنظمة كانت دائما مشاركة فاعلة انطلاقا من التجربة التونسية الرائدة في مجال المرأة معربة عن التطلع الى أن تشهد هذه المرحلة في مسار المنظمة نقلة كبيرة على مستوى العمل والانشطة والبرامج في ضوء الاستفادة من التجربة التونسية سواء في ما يتعلق بالمجال التكنولوجي أوالمجالين القانوني والاعلامي . أما الدكتورة شريفة بنت خلفان اليحيائي وزيرة التنمية بسلطنة عمان وعضو المجلس التنفيذى فقد عبرت عن الامل في التوصل من خلال احتضان تونس للمنظمة ورئاستها لها الى برامج عمل تنفيذية اضافية تغير صورة المرأة العربية . وبينت أن تونس تعتبر نموذجا رائدا لتطور التشريعات والقوانين الخاصة بالمرأة معربة عن التطلع الى أن تعمل الدول العربية على اعطاء امتيازات وحقوق اضافية للمراة تجعلها متساوية مع الرجل في الفرص وتعزز امكانياتها مستلهمة في ذلك من تجربة تونس في هذا المجال . وثمنت السيدة هيفاء ابو غزالة الامينة العامة للمجلس الوطني لشوءون الاسرة وعضو مجلس الاعيان الاردني البرلمان جهود السيدة ليلى بن علي الرامية الى تعزيز مكانة المراة التونسية ومختلف المبادرات التي تقدمت بها لمزيد النهوض بأوضاع المرأة العربية مشيرة الى أهمية اقتراحها انشاء لجنة المراة العربية للقانون الدولي الانساني وتركيز اشغال الموءتمر الثالث للمنظمة على موضوع “المراة شريك اساسي في التنمية المستدامة”. وأكدت أهمية أن تنظر اجتماعات المجلس التنفيذي والمجلس الاعلى للمنظمة في هذا “المقترح الهام” معبرة عن ثقتها في أن تقدم تونس الاضافة المنشودة لعمل المنظمة وفي مزيد استقطاب المرأة ببقية الدول العربية غير المنضوية بالمنظمة . ومن ناحيتها بينت السيدة فرخندة حسن الامينة العامة للمجلس القومي للمرأة بجمهورية مصر العربية أن المنظمة تعمل الان بالخصوص على مزيد استقطاب المرأة العربية وانخراط بقية الدول بها ليشمل تطور أوضاع المراة كافة الدول العربية ويسهم بالتالي في دفع المسار التحديثي بها. وعن اسهام تونس في دعم عمل المنظمة رأت عضو المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية (مصر) أنه من المنتظر ان يتم خلال فترة الرئاسة التونسية للمنظمة القيام بأنشطة متميزة تقدم الاضافة والنقلة النوعية لعمل المنظمة بالاستناد الى تجربتها الثرية في مجال النهوض بالمراة. أما السيدة نوارة سعدية جعفر الوزيرة المنتدبة المكلفة بالاسرة وقضايا المرأة بالجزائر فقد أكدت أنه ينتظر من تونس العمل على تفعيل هياكل منظمة المرأة العربية وتسجيل تقدم ملموس في عملها استنادا الى تجربتها الرائدة في المجال. كما ابرزت ما تتيحه مثل هذه الاجتماعات من فرص لتحديد روءية مستقبلية مشتركة في مجال النهوض بالمراة العربية وتجسيد قرارات المنظمة المنبثقة عن الموءتمرين السابقين مشيرة الى ما يكتسيه التطرق الى موضوع المرأة العربية والتنمية المستدامة من اهمية في دعم النهوض بالمرأة وتحقيق المساواة. وعبرت عضوات المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية في هذه التصريحات عن خالص الشكر والتقدير الى تونس والى السيدة ليلى بن علي على استضافة اجتماعات المنظمة الثلاثة التي تتنزل في اطار متابعة الجهود العربية المشتركة من أجل الارتقاء بواقع المرأة العربية اليوم وابراز امكانياتها وقدراتها.