يلقيها بالنيابة عن سيادته السيد محمد الغنوشي، الوزير الأول ( سرت، 1 جويلية 2009 ) ” بسم الله الرحمان الرحيم حضرة الاخ القائد معمر القذافي رئيس الاتحاد الافريقي، اصحاب الفخامة والمعالي، رؤساء الدول والحكومات، حضرة السيد جون بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، اصحاب السعادة حضرات السادة والسيدات، يسعدني ان اتوجه اليكم بخالص التحية واصدق المشاعر الاخوية بمناسبة انعقاد هذه القمة على ارض الجماهيرية العظمى الشقيقة التي توءكد مجددا مدى التزامها بالقضايا الافريقية وتمسكها بخدمة مصالح قارتنا. كما يطيب لي ان اعبر للاخ القائد معمر القذافي عن بالغ التقدير للجهود الدؤوبة التي يبذلها منذ توليه رئاسة الاتحاد الافريقي للارتقاء بالعمل الافريقي المشترك وخدمة قضايا قارتنا وتعزيز مكانتها بين الامم. ولا يفوتني بهذه المناسبة ان اتوجه بالشكر الى معالي السيد جون بينغ رئيس مفوضية الاتحاد ومساعديه للجهود التي يبذلونها في خدمة اتحادنا وتفعيل دوره. السيد الرئيس، تمثل قمتنا هذه محطة بارزة على درب توطيد دعائم الاتحاد الافريقي ودعم العمل المشترك بين دولنا باعتبار اهمية المسائل المدرجة على جدول اعمالها والتي تستدعي التعمق في دراستها بما يساعد على بلورة موقف افريقي موحد ازاء مختلف التحديات التي تواجهها القارة لا سيما في هذا الظرف العالمي الدقيق. لقد واصل اتحادنها خطاه على درب التكامل والاندماج بين دولنا منذ انبعاثه يوم 09/09/1999 في مدينة سرت بمبادرة من الاخ القائد معمر القذافي وجدت صدى وتجاوبا عميقين لدينا ولدى اشقائنا قادة الدول الافريقية. وها نحن نجتمع اليوم لنؤكد العزم على المضي قدما في هذا الطريق الذى رسمناه لانفسنا تحقيقا لتطلعات شعوبنا من اجل الوحدة الافريقية وتعزيز قدراتنا الذاتية على كسب رهانات الحاضر والمستقبل ومجابهة مختلف التحديات الماثلة امامنا بكل اقتدار وثقة بالنفس. واذ نجدد التزامنا بهذا الخيار فاننا نوءكد وفاءنا للمثل والمبادئ التي ناضل من اجلها الاباء الموءسسون لمنظمتنا العتيدة. ويمثل المسار الذى انتهجه اتحادنا امتدادا لتلك الروح التي ظلت حية في ضمائرنا تلهمنا في سعينا الى استجلاء اقوم المسالك لتحقيق اهدافنا المشتركة وضمان اسباب التقدم والعزة والمناعة لشعوبنا. ولا يسعنا في هذا السياق الا ان نثمن عاليا الجهود التي ما فتئ يبذلها الاخ القائد معمر القذافي من اجل دفع اتحادنا الافريقي الى تبؤ مكانة متميزة في عالم لا مكان فيه اليوم الا للتجمعات القوية والمتماسكة. ولان اي تجمع يروم بلوغ هذه المنزلة الرفيعة يحتاج الى تطوير هياكله وتحديث مناهجه وتحسين ادائه فاننا نوءكد مساندتنا لمقترحات الاخ القائد معمر القذافي رئيس الاتحاد الافريقي الرامية الى الانتقال باتحادنا الى طور جديد يفتح امام العمل الافريقي المشترك في مختلف المجالات افاقا ارحب تستجيب لمتطلبات التنمية والامن والسلم في قارتنا في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها العالم وذلك من خلال تحويل المفوضية الى سلطة واستحداث الهياكل الملائمة لتسريع وتيرة الاندماج بما يمهد الطريق امام قيام الولاياتالمتحدة الافريقية التي تظل هدفنا الاسمى. وانسجاما مع هذه الروءية تبقى مسالة تحقيق السلم والامن في قارتنا احدى اهم انشغالاتنا بالنظر لما تعيشه اليوم العديد من الشعوب الافريقية من ماس جراء استمرار النزاعات في عدد من المناطق في افريقيا وهو ما يدعونا الى بذل مزيد من الجهد حتى نتمكن من تطويق هذه النزاعات والقضاء على بوءر التوتر بتفعيل اليات العمل الافريقي المشترك في اطار اتحادنا والتفرغ لمعالجة قضايا التنمية والاعمار وتامين مستقبل افضل لشعوبنا. السيد الرئيس، ان في اختيار موضوع الاستثمار في الفلاحة من اجل تحقيق النمو الاقتصادى والامن الغذائي محورا لقمتنا يوءكد وعينا بالدور الاساسي للفلاحة في دفع التنمية الاقتصادية وتحقيق الامن الغذائي الذى يعد من مقومات استقلالية القرار الوطني. فهو يظل من اهم المشاغل والتحديات في قارتنا لارتباطه الوثيق بتحقيق الازدهار الاقتصادى وتوفير العيش الكريم للمواطن الافريقي. كما تبرز اهمية القطاع الفلاحي في الاولوية التي يحظى بها على صعيد اقتصاديات دولنا الافريقية ولارتباطه الاستراتيجي بقطاع التشغيل الذي اصبح يكتسي اهمية كبرى مع تنامي النزوح الى المدن وتفشي ظاهرة الهجرة غير الشرعية نحو بلدان الشمال مع ما ينجر عن ذلك من مشاكل ومخاطر جمة. وباعتبار اهمية الغذاء كمقوم اساسي للامن والاستقرار فاننا مدعوون الى توحيد جهودنا وتنسيق برامجنا من اجل التوظيف الامثل لما تزخر به قارتنا من طاقات وموارد وثروات طبيعية وتحقيق التكامل بين اقتصاديات دولنا. واعتقادنا راسخ بانه لا مجال لتحقيق اهدافنا في المجال الفلاحي دون النهوض بالسياسات وبالاليات الجاذبة للاستثمار في المجال الزراعي وتطوير التقنيات الزراعية واستصلاح مزيد من الاراضي وتوسيع انتاج المحاصيل الزراعية الاساسية وتشجيع البحوث العلمية والتكنولوجية. وان تونس التي ما انفكت تسهم في دفع العمل الافريقي المشترك في مختلف المجالات لتجدد بهذه المناسبة استعدادها الكامل للاسهام مع الدول الافريقية الشقيقة في اقامة برامج مشتركة في المجال الفلاحي بما لديها من خبرات وتجارب ناجحة. السيد الرئيس لما كان الهدف الاساسي من كل سياساتنا الاقتصادية والاجتماعية هو النهوض بالانسان فان مقاربتنا التنموية لا بد ان تقوم على رؤية شمولية لا تقتصر على معالجة مشاغل الحاضر فحسب وانما تستشرف المستقبل وتاخذ في الاعتبار تحدياته ورهاناته وما يتيحه من فرص وافاق. واذ نعتبر الشباب ثروتنا الحقيقية التي نوءسس بها مستقبل مجتمعاتنا فقد حرصنا في تونس على ان نعزز روح المسوءولية لدى هذه الفئة وان نحفزها على الاسهام في تحديد المبادىء والقيم التي ينبغي ان يتاسس عليها المجتمع وان نشركها في رسم التوجهات والاهداف المستقبلية للبلاد. وانطلاقا من تجربتنا في التعامل مع شواغل الشباب وتطلعاته دعونا الى وضع سنة 2010 تحت شعار السنة الدولية للشباب وعقد موءتمر دولي للشباب باشراف الاممالمتحدة. واذ نتطلع الى دعم الاتحاد الافريقي والدول الشقيقة والصديقة لمقترحنا هذا الذي يتماشى مع التوجهات التي اعتمدناها وادرجناها ضمن الميثاق الافريقي للشباب فاننا نؤكد ثقتنا بان هذه المبادرة ستسهم في تعميق الوعي بالمنزلة التي يجب ان يحظى بها الشباب في مجتمعاتنا حتى نجعله طرفا فاعلا في انجاح مسيرتنا التنموية. اصحاب الفخامة والمعالي، حضرات السيدات والسادة، ان تونس المعتزة بانتمائها الافريقي والتي وضعت دوما تنمية القارة وامنها في صدارة اهتماماتها لتجدد التزامها بمواصلة العمل من اجل مزيد الاسهام في بلوغ الاهداف التي تسعى اليها منظمتنا وفي توثيق عرى الاخوة والتضامن بين شعوبنا. وفي الختام اود ان اجدد عبارات الشكر والامتنان للجماهيرية الليبية الشقيقة وللاخ القائد معمر القذافي لاحتضان قمتنا هذه ولحسن الوفادة وكرم الضيافة راجيا ان تكلل اعمالنا بالتوفيق والنجاح وان تسهم جهودنا في دعم وتطوير العمل الافريقي المشترك لما فيه خير دولنا ورفاه شعوبنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”