في تجسيد متجدد لإشعاع مقاربات تونس ومواقف قيادتها ومبادراتها أصدرت القمة الإفريقية التي اختتمت أمس الجمعة بسرت بالجماهيرية العربية الليبية قرارا ثمنت فيه مبادرة الرئيس زين العابدين بن علي الداعية إلى إعلان “سنة 2010 سنة دولية للشباب” يعقد خلالها مؤتمر عالمي للشباب برعاية منظمة الأممالمتحدة بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية يحضره الشباب من كل أنحاء العالم ويتوج بإصدار «ميثاق دولي» يكون هو الرابطة التي تشد شباب العالم إلى القيم الكونية المشتركة. ودعت القمة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي والمجموعة الإفريقية صلب الأممالمتحدة إلى دعم هذه المبادرة. وتنطوي المساندة الواسعة التي حظيت بها مبادرة الرئيس زين العابدين بن علي لفائدة شباب العالم ومن أجله على إكبار إقليمي ودولي واسع لمقاربة تونس التغيير الموفقة في التعاطي مع شريحة الشباب والتي تعتمد على الحوار الدائم مع الشباب والإنصات المتصل لشواغله والعمل المثابر من أجل تحقيق تطلعاته ومطامحه فضلا عن توسيع مشاركته ودعم حضوره في ساحات العمل العام السياسي والتنموي . وهو توجه تجلى من خلال قرار التخفيض في سن الانتخاب إلى ثماني عشرة سنة بما يوسع المشاركة السياسية الى ما يزيد عن نصف مليون شاب إضافي سوف يتاح لهم حق الانتخاب سنة 2009 ويعد المقترحان المتعلقان بوضع سنة 2010 تحت شعار “السنة الدولية للشباب” وبعقد مؤتمر عالمي للشباب خلال نفس العام واللذين أعلن عنهما الرئيس زين العابدين بن علي في خطابه الافتتاحي للمؤتمر الدولي حول «قضايا الشباب في العالم الإسلامي/ رهانات الحاضر وتحديات المستقبل» الذي انتظم في نوفمبر 2008 بتونس عنوانا لخيار العناية بالشباب والحوار معه ضمن التمشي الإصلاحي لتونس التغيير التي عاشت سنة 2008 على وقع حوار واسع شامل مع شباب الوطن من مختلف الفئات والشرائح والجهات توج بتوقيع “ميثاق الشباب التونسي” الذي جمع بين الثوابت والمبادئ والقيم التي تحوز إجماع شباب تونس وتكرس تمسكه وبين مقومات الهوية الوطنية وانصهاره في روح العصر ومكاسبه . وقد أفضى المؤتمر الدولي حول “قضايا الشباب في العالم الإسلامي” إلى اعتماد عهد تونس من اجل النهوض بالشباب وتعزيز مكانته في العالم الإسلامي الذي تضمن تثمين المشاركين ومساندتهم الكاملة لمقترحي الرئيس زين العابدين بن علي الخاصين بإعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب وعقد مؤتمر عالمي للشباب في السنة نفسها. كما لقيت هذه المبادرة التأييد والتثمين من قبل القادة المشاركين في القمة الثانية للدول العربية ودول امريكا الجنوبية المنعقدة موفى مارس الماضي وحظيت بدعم الدورة الحادية والعشرين للقمة العربية بالدوحة . ومن ناحيته اعتمد مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب خلال دورته الثانية والثلاثين التي انعقدت يومي 11 و12 افريل 2009 بالقاهرة قرارا بتأييد وتثمين مبادرة رئيس الدولة داعيا وزارات الشباب والرياضة بالدول العربية الى تقديم مقترحاتها لتكثيف الجهود من اجل المساهمة في إنجاحها. وفي سياق متصل اعتمد المجلس جملة من القرارات تتعلق باستضافة تونس خلال سنتي 2009 و2010 لعدد من الفعاليات الشبابية العربية لا سيما تنظيم “الندوة العربية الاولى حول الاعلام الشبابي” و”المخيم البيئي للشباب العربي/ و/الملتقى العربي الثاني للتشكيليين الشبان/ الى جانب /ملتقى الشباب العربي تحت شعار /الشباب والتكنولوجيات الحديثة للاعلام والاتصال/. وحازت مبادرة سيادة الرئيس كذلك دعم المجلس الوزاري المغاربي للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي المنعقد أيام 1 و2 و3 جوان 2009 في دورته التاسعة بالعاصمة الليبية طرابلس الذي ابرز أهمية إدراج موضوع الشباب وانشغالاته في مجالات التعلم والتشغيل ضمن حوار الاتحاد مع شركائه الدوليين . وفضلا عن إقرار المؤتمر العام العاشر للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (اسيسكو) الذي احتضنته تونس خلال اليومين الماضيين لمقترح رئيس الدولة المتعلق بإعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب فان نفس المبادرة كانت قد حظيت بإشادة مجلس وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي في دورته السادسة والثلاثين المنعقدة بدمشق من 23 إلى 25 ماى 2009 التي عبرت أيضا عن مساندتها لدعوة رئيس الدولة إلى عقد مؤتمر عالمي للشباب سنة 2010 تحت إشراف الأممالمتحدة وبمشاركة الايسيسكو والمنظمات الدولية والإسلامية المعنية بقضايا الشباب. وإضافة إلى السند القوى والدعم العملي الذي حظيت به مبادرة الرئيس زين العابدين بن علي ضمن مقررات وتوصيات الهياكل والمؤسسات الإقليمية المغاربية والعربية والإفريقية والإسلامية فان المقترح الرئاسي كانت له أيضا على مدى الأشهر الماضية بدءا من تاريخ إطلاقه موفى مارس 2009 أصداء واسعة في وسائل الإعلام العربية والعالمية المكتوبة والمرئية والمسموعة والالكترونية التي تناولت بالتحليل والتعليق أبعاد مبادرة تونس وخصوصيات نهجها الإصلاحي ومراهنته على الإنسان وعلى الشباب باعتباره عنوان المستقبل. ويأتي هذا الدعم القاري في أعلى مستوى لمبادرة رئيس الدولة في سياق الصدى الواسع والتقدير الإقليمي والدولي اللذين حظيت بهما المبادرات والمقترحات والمقاربات التي طرحها الرئيس زين العابدين بن علي على مدى السنوات الماضية والهادفة الى بناء عالم أكثر أمنا وأمانا تسوده قيم التضامن والتنمية المتضامنة والحوار والتسامح والاحترام المتبادل . يشار إلى أن الرئيس زين العابدين بن علي قد دعا في السابق إلى إحداث صندوق عالمي للتضامن ومكافحة الفقر وكما دعا أيضا إلى عقد قمة عالمية حول مجتمع المعلومات وإقرار يوم دولي للتضامن الإنساني وهو ما بدلل على صواب هذه الرؤية.