بارح رئيس مجلس الوزراء للسلطة الوطنية الفلسطينية السيد سلام فياض مساء يوم الاربعاء تونس في اعقاب زيارة عمل تواصلت يومين.وكان في توديع الضيف الفلسطيني بمطار تونسقرطاج الدولي بالخصوص السيد محمد الغنوشي الوزير الاول.وقد عقد السيد سلام فياض قبيل مغادرته ندوة صحفية أوضح خلالها أن زيارته الى تونس مثلت فرصة متجددة للتعبير عن اكبار القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس (أبو مازن) للرئيس زين العابدين بن علي وتقدير الشعب الفلسطيني لمواقف تونس الدائمة والثابتة الى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. وقال في هذا السياق ان “الفلسطينيين لن ينسوا احتضان تونس للقيادة الفلسطينية وعلى رأسها الزعيم الراحل أبو عمار”. وأفاد أن محادثاته في تونس تناولت سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية الى مستوى الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين بما يعود بالنفع على الشعب الفلسطيني سيما في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها حاليا. وأكد السيد سلام فياض أن التحدى الاكبر الذى يواجه الفلسطينيين اليوم هو انهاء الاحتلال بما يتطلبه ذلك من ضرورة بذل المزيد من الجهد لدعم المواطن الفلسطيني وتعزيز متطلبات ثباته على أرضه مبرزا الحرص على الاستفادة من دعم تونس لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية القادرة والفاعلة. وبين أنه انسجاما مع ذلك تركزت أهداف هذه الزيارة على تفعيل التعاون المشترك في مختلف المجالات سيما الميادين الاقتصادية والثقافية والاجتماعية الى جانب قطاعات الصحة والتكوين المهني والقضاءوالنقل والمواصلات. وأكد أهمية الاتصالات التي جرت يوم الاربعاء بين رجال الاعمال الفلسطينيين والتونسيين وما فتحته من افاق لتعزيز التعاون والشراكة بين الجانبين بما ينعكس ايجابا على حجم التعاون الثنائي. كما أبرز في سياق متصل حرص الجانب الفلسطيني على الاستفادة من الخبرات التونسية في مجال العمل الحكومي والتسيير الادارى اعتبارا للتقدم الذى أحرزته تونس في مجال الحكم الرشيد والادارة الناجعة. وأضاف رئيس الوزراء الفلسطيني أن المباحثات تناولت أيضا الاسهامات التي يمكن أن تقدمها تونس من أجل انجاح الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية سنة 2009 داعيا في هذا الاطار المثقفين والاعلاميين التونسيين لدعم هذا الحدث بما يعزز هوية القدس كرمز للهوية العربية في ظل التحدى الذى يمثله الاحتلال ومحاولاته المتواصلة لطمس هوية المدينة. وقال في هذا الصدد ان القدس اليوم مدينة مهددة في هويتها وتاريخها وان الواجب يقتضي عدم الاقتصار على الشكوى وبذل جهد فعلي وقوى لتثبيت الهوية العربية للقدس وهو البعد الاهم لهذه المدينة. وفي اجاباته على تساوءلات الصحفيين أكد السيد سلام فياض بخصوص الوضع الداخلي الفلسطيني أن الهم الاكبر الذى يواجه الجميع هو الاحتلال الاسرائيلي مبينا أن وضعية الانقسام الداخلي في تفاقم مع كل يوم يمضي دون انهاء الانقسام مشددا على أن معالجة هذا الوضع لا يمكن أن تكون الا سياسية وعبر منهجية الحوار. وقال ان الفلسطينيين يعلقون الامال على تحرك عربي فاعل من أجل وضع حد للوضع القائم سيما في ظل الحصار الذى تعاني منه غزة وتواصل الاستيطان في الضفة الغربية وهو ما يمثل عائقا أمام تحقيق المشروع الوطني واقامة الدولة المستقلة. وتعليقا على القرار الذى اتخذه مجلس الامن الدولي يوم الثلاثاء بشأن النزاع في الشرق الاوسط أكد السيد سلام فياض أن هذا القرار الذى وضع تحت عنوان دعم مسار السلام أتى منسجما مع حرص السلطة الفلسطينية على تفعيل دور الشرعية الدولية في تسوية الصراع. وأكد من جهة أخرى ضرورة التحرك المكثف على الصعيد الدولي لتفعيل مسار السلام ووقف انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي لحقوق الشعب الفلسطيني.