أخبار تونس- تتنوع الصناعات التقليدية التونسية بتنوع المناطق وما يتوفر فيها من مواد أولية من جهة وما مر بها من تاريخ وحضارة من جهة أخرى . أما في نابل (الشمال الشرقي للعاصمة) فتزدهر صناعة الخزف أو “الفخار” التي يقول عنها الخبراء إنها من تأثير الأندلسيين ومما جلبوه معهم من صنائع وحرف إبان هجرتهم الكبيرة الثانية في مطلع القرن السابع عشر الميلادي. وفي مدينة نابل بالذات، تكثر مصانع الخزف الكبيرة منها والصغيرة، وتكثر محلات بيع منتجاتها، وتتزين بها الشوارع والمباني، وتقام لها المهرجانات والندوات، وغير بعيد عن نابل مدينة دار شعبان الفهري التي تشتهر بالنقش على الحجر والزجاج، وينتج حرفيوها المهرة حجارة منقوشة تزين بها واجهاتها المباني التي يحرص التونسيون على جمالها وأصالتها. وبهدف الترويج والتسويق للمنتجات التقليدية التونسية التي تعرف بها نابل تحتضن هذه المدينة حاليا الدورة الرابعة لمعرض الصناعات التقليدية التي تنظمها الجامعة الوطنية للصناعات التقليدية. ويشارك في المعرض حوالي 60 عارضا في اختصاصات الحجارة المنقوشة والفخار التقليدى والخزف والمعادن والتطريز والاكساء والألياف النباتية وغيرها. ويتضمن المعرض فضاءا تجاريا لعرض وبيع منتوجات الصناعات التقليدية المنتجة في نابل وبعض الجهات الاخرى وفضاء ضوابط الصنعة يختص في ابراز الموروث الحضارى في اهم اختصاصات الجهة والمهارات الحرفية التي تمتاز بها هذه المنطقة العريقة في المجال. ويعكس تنظيم المعرض حرص المشرفين على القطاع على ارساء تقاليد جديدة في بعث محطات جهوية لاشعاع خصوصيات القطاع ومميزات مخزون كل جهة. وتشجيع الحرفيين على الابداع والابتكار وتطوير تقنيات عملهم وبذلك يحقق المنتوج نقلة نوعية من حيث طابع الحداثة والجودة انطلاقا من مهارات موروثة عن الاجداد. يحظي قطاع الصناعات التقليدية الذي يشغل قرابة 11 بالمائة من اليد العاملة في تونس باهتمام خاص تترجمه بالخصوص الجهود المبذولة للإحاطة بالحرفيين وتطوير عمل هياكل المساندة ومسالك التزود بالمواد الأولية وتوزيع المنتوجات.