تشتهر ولاية نابل منذ القديم على المستويين الوطني والإقليمي بصناعة الخزف التقليدي و يقال بان هذه الحرفة جاءت إلي الجهة مع الأندلسيين الذين جلبوا معهم بعض الحرفيين إبان هجرتهم الكبيرة الثانية في مطلع القرن السابع عشر الميلادي. و تكثر مصانع الخزف الكبيرة ومحلات تزويق وصناعة الخزف الصغيرة ومحلات بيع هذه المنتجات التقليدية داخل السوق وخارجه وتتزين بها الشوارع والمباني بكل مدينة نابل . ورغم التطور الذي شهدته صناعة الفخار فإنها في نابل مازالت تعتمد على لمسات الحرفي الفنية ومواهبه وخبرته في تشكيل الأواني والتحف ونقشها برسوم تعبر عن موروث حضاري يعكس عراقة هذه الحرفة . ولا تزال القوالب تعتمد لتشكيل القطع مما يعطيها هذا البعد الفني التقليدي دون استعمال للآلات المتطورة وهذا ما يجعل مجال الابتكار والإبداع ذا آفاق واسعة. إلا أن أزمة الرواج التي يعانيها قطاع صناعة الخزف يجعلها مهددة بالاندثار خاصة إذا ما رأينا أن سوق الصناعات التقليدية بنابلالمدينة غزته محلات الملابس الجاهزة.فالكل يسعى لتغيير نشاطه نظرا لحالة الكساد بسبب نقص الوفود السياحية وهم أهم زبائن هذا السوق وتضاؤل عدد الزائرين التونسيين بسبب تضرر المقدرة الشرائية للتونسي والاضطرابات الأمنية التي عرفتها البلاد خلال السنتين الفارطتين. وقد أحالت هذه الأزمة التي يعانيها قطاع صناعة الخزف والصناعات التقليدية العديدين على البطالة الإجبارية وجعلت أهل الحرفة يهجرونها إلى أنشطة أخرى والخوف كل الخوف أن يختفي الخزف كما حصل مع الحصير التقليدي لتعوضه منتجات صناعية رخيصة لا روح فيها. لذلك وجب التفكير في طرق ترويج المنتوج الخزفي بالداخل والخارج من اجل إعطاء دفع للقطاع وإنقاذه من الاندثار والنسج على منوال بلدان لها تجربتها في المحافظة على التراث وتثمين المنتجات الحرفية. كما يمكن حث الحرفيين من خلال دورات تكوينية على تطوير منتجاتهم لتدخل في إطار الاستعمال اليومي للتونسي وبالتالي يكون لها وجودها وتعوض هذه المنتجات تونسية الصنع بعض المنتجات الصناعية الرخيصة مجهولة المصدر والتي تغرق بها أسواقنا .