وفرت القرى الحرفية المنتصبة بولاية منوبة بنية أساسيّة متكاملة وفضاءات مهنيّة ملائمة تتماشى مع طبيعة أنشطة الحرفيين وإمكانياتهم الماديّة بالجهة وخلقت فضاءات ساهمت بشكل كبير في تأطير الأنشطة الحرفيّة وتوفير المناخ الملائم لإذكاء روح المبادرة والابتكار والتجديد. وقد مثلت القرية الحرفية بالدندان قطبا للصناعات التقليدية بالجهة تشغل 45 حرفيا ومهنيا, ومكّنت من توفير أكثر من 100 موطن شغل وفرص متعدّدة للتربصات التطبيقيّة لفائدة الطلبة وحاملي الشهائد العليا مع مواطن للتدريب والتأهيل للإدماج المهني لمختلف شرائح الشباب, وفي تنمية وتطوير أكثر من 34 اختصاصا أصيلا على غرار صناعة الخزف والفخار وصناعة الزربيّة والنسيج الحائطي وصناعة الفضيات والنحاس وصناعة النقش والتخشيش والتزويق على الخشب وصناعة الجبّة التقليديّة والسكاجة التقليديّة والفسيفساء والخياطة التقليديّة والتطريز اليدوي. كما ساهمت الأحياء الحرفيّة بجهة طبربة ودوار هيشر والتي بعثت بتمويل من المجلس الجهوي للولاية والتي تضمّ 74 محلاّ في إعطاء دفع إضافي لقطاع الصّناعات التقليديّة والحرف الصغرى وإحياء الاختصاصات المحليّة كما خلقت مجالا واسعا لتنمية الكفاءات المهنية وتأهيلها وتجديد أجيال الحرفيين. ولئن تحققت الأهداف الأساسية من خلال بعث القرى الحرفية فإن صعوبات الترويج وتسويق المنتوج ظلت الشغل الشاغل لأهل المهنة إذ يعاني منتوجهم من ركود ويصعب عليهم تسويقه. وقد رأوا ضرورة تولي المصالح المعنية لتنشيط الإقبال على منتوجاتهم التقليدية عبر تنظيم تظاهرات على غرار المعارض المحلية والجهوية وتكثيف المعارض الوطنية أسوة بتجربة معرض التحف والهدايا الذي ينتظم سنويا بالقرية الحرفية بالدندان وفتحه لكل حرفيي الجهة حتى تكون فرصة لهم لتسويق منتوجهم والتعريف بمهاراتهم الحرفية. كما دعا حرفيو القرية الحرفية بالدندان الى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لربط القرية بالمسلك السياحي لمدينة تونس الذي يتوقف عند متحف باردو مع تصور برامج للتصدير بشكل يخلق لهم مصادر لترويج منتوجهم و التعريف أكثر بالقرية وبمنتوج الجهة التقليدي الذي يتميز بالتنوع والتكامل, فضلا على ضرورة تأهيل القرى الحرفية وصيانتها باعتبارها وسيلة لاستحثاث نسق الاستثمار الخاص وتنويع النسيج الاقتصادي المحلي.