عاشت مدينة الدارالبيضاء يوم الجمعة علي وقع افتتاح الأيام السياحية التونسية في المغرب في أجواء احتفالية بهيجة تبرز عمق العلاقات الأخوية القائمة بين تونس والمغرب وتطلعهما إلى قطع خطوات ملموسة على درب التكامل البناء ودعم جسور التعاون وتشابك المصالح بما يمثل خير رافد لدفع مسيرة الاتحاد المغاربي باعتباره خيارا استراتيجيا لتحقيق الاندماج الاقتصادي بن دول هذه المنطقة.وتميز هذا الحدث السياحي الذي تتواصل فعالياته إلى يوم 21 ديسمبر 2008 بحضور حشد هام من الشخصيات السياسية المغربية والدبلوماسية العربية والإفريقية ورجال أعمال إلى جانب ثلة من المهنيين في حقلي السياحة والإعلام. واكتست هذه التظاهرة التي اشرف عليها السيد صالح البكاري سفير تونس في الرباط بحضور السيد الحبيب بن يحيي الأمين العام لاتحاد المغرب العربي طابعا متميزا إذ أتاحت الفرصة للتعرف علي ما تزخر به المنتوجات التقليدية التونسية من ثراء وقدرة علي الابتكار علامتها في ذلك التميز والتفرد. وحظيت هذه المنتوجات بإعجاب الحضور وقد تنوعت من معروضات شملت الزجاج المنفوخ للمبدعة التونسية صديقة كسكاس إضافة إلى الفضة والنحاس المطروق واللباس التقليدي فضلا عن أشغال فنية في صنع الفخار التونسي العريق. وأحيت هذه السهرة الفنية المجموعة الموسيقية النسائية تقاسيم التي قدمت وصلات موسيقية من المالوف وبعض الأغاني من التراث علي غرار صليحة والهادي الجويني نالت استحسان الحاضرين. وشكلت هذه التظاهرة فرصة للاطلاع علي فن الطبخ التونسي وتذوق المأكولات التونسية الأصيلة فضلا عن تقديم عرض أزياء راق. وثمن السيد صالح البكاري بالمناسبة هذه البادرة التي تقام لأول مرة بفضل تعاون وثيق بين الديوان الوطني التونسي للسياحة وشركة الخطوط التونسية والتي تشكل لبنة أولى في المجال السياحي لتركيز تبادل الرحلات والزيارات بين التونسيين والمغربيين تنفيذا للإرادة السامية لقيادتي البلدين في تفعيل التعاون الاقتصادي. وأكد أن هذه التظاهرة تشكل أنموذجا للبناء المغاربي مبرزا أهمية دعم السياحة المغاربية باعتبارها عنصر تكامل وأداة لبناء مغرب عربي دون حدود وفق ما يدعو إليه الرئيس زين العابدين بن علي. وبين السيد الحبيب عمارن رئيس ديوان وزير السياحة أن الدورة الأولى لهذه الأيام السياحية تتنزل ضمن البرامج الترويجية التي أقرتها الوزارة لتنويع الأسواق السياحية المغاربية التي تكتسي صبغة إستراتيجية بالنسبة لتونس. كما أكد أهمية تكثيف الجهود للارتقاء بالمنتوج السياحي المغاربي ضمن الوجهات المتميزة في البحر الأبيض المتوسط. وقد انتظم في هذا الإطار لقاء مع المهنيين السياحيين في المغرب من ممثلي وكالات الأسفار اشرف عليه السيدان عبد السلام الزرماطي مدير السياحة العربية بالديوان الوطني للسياحة ومحمد جبرون المندوب الجهوي للسياحة بوزارة السياحة المغربية. وخصص اللقاء لتدارس أفضل السبل لإرساء تصور عمل مستقبلي بين وكالات الأسفار في البلدين بهدف تذليل الصعوبات التي تحول دون تعزيز التوافد السياحي في مستويات الكلفة والحجز المبكر والإعلام السياحي الذي يستهدف شرائح معينة ويروج لمنتوجات سياحية “السياحة الثقافية والبيئية”. وتم التأكيد بالمناسبة على أهمية الترويج المشترك للوجهتين السياحيتين أي تونس والمغرب في الأسواق البعيدة كالصين وجنوب إفريقيا والعمل على إيجاد مسالك سياحية مغاربية تعرف بالمخزون التاريخي والثقافي الثرى لمختلف مناطق المغرب العربي. وتقرر في هذا الصدد تنظيم ورشة عمل خلال السنة القادمة في تونس تجمع ممثلي وكالات الأسفار في البلدين لوضع ملامح خطة مشتركة في المجال السياحي تعود بالفائدة علي البلدين.