تجسيما لمقاربة تونس في اعتماد التضامن أساسا للعلاقات الدولية تميزت سنة 2008 بدعوة الرئيس زين العابدين بن علي المجموعة الدولية الى تخصيص دولار عن كل برميل نفط لدعم موارد الصندوق العالمي للتضامن.وجاءت هذه الخطوة العملية لتفعيل المجهود الدولى للتضامن تواصلا مع ما مبادرة رئيس الدولة بتخصيص نسبة 10 بالمائة من جملة التبرعات المجمعة فى تونس بمناسبة اليوم الوطني للتضامن فى 10 ديسمبر 2004 للمساهمة في تمويل وتعبئة موارد الصندوق العالمي. ويمثل الاحتفال منذ سنة 2006 باليوم العالمى للتضامن الانساني الموافق 20 ديسمبر من كل سنة تاكيدا لصواب خيارات تونس التنموية ولوجاهة مبادراتها العالمية وتكريسها التضامن قيمة ثابتة في العلاقات الدولية. وقد تم اقرار الاحتفال بهذا اليوم من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة سنة 2005 باقتراح من الرئيس زين العابدين بن على بعد ان كانت الجمعية العامة صادقت فى 20 ديسمبر 2002 على مبادرة رئيس الجمهورية الخاصة باحداث الصندوق العالمي للتضامن ومقاومة الفقر. واكدت الجمعية العامة في نص قرارها المتعلق باليوم العالمى للتضامن الانساني المساهمة الهامة للصندوق العالمي في مكافحة الفقر تجسيما لاهداف الالفية في مجال التنمية. كما جددت تاكيد قرار دخول الصندوق حيز العمل الفعلى بدعوتها الدول الاعضاء والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والمؤسسات والاشخاص المعنيين الى تمويل الصندوق بمساهمات طوعية. وتمثل مبادرة الصندوق العالمي للتضامن مبعث فخر لكل التونسيين باعتبارها امتدادا لنجاح مقاربة تونس التضامنية وتفردها في مكافحة الفقر على الصعيد الوطني. فقد توفقت تونس بفضل اقرار صندوق التضامن الوطني 26/26 منذ سنة 1992 الى تعزيز الجهود لتقليص نسبة الفقر والنهوض بالفئات الضعيفة وذات الاحتياجات الخصوصية بمااسهم في دعم مقومات الاستقرار والتوازن الاجتماعيين. واسهم الصندوق منذ احداثه في فك العزلة عن 1829 منطقة نائية وانقاذ أكثر من 267 الف عائلة من حالة التهميش اى ما يساوى مليون و340 الف مواطن ومواطنة. وباذن من رئيس الجمهورية توسعت تدخلات صندوق التضامن الوطني بداية من 2006 الى النهوض بالاحياء الشعبية المحيطة بالعاصمة والمدن الكبرى لتشمل 26 حيا يقطنها اكثر من 166 الف ساكن وفى مرحلة لاحقة 50 حيا يقطنها قرابة 200 الف ساكن.