أكد الرئيس زين العابدين بن علي أن الأمن والاستقرار رهانان كبيران من الضروري لبلدان القارة الإفريقية كسبهما لوقف استنزاف الموارد الإفريقية وهدر الطاقات وتمكين دول القارة من تسخير كل جهودها لتوفير مقومات الحياة الكريمة لشعوبها. وعبر رئيس الدولة في الكلمة التي ألقاها اليوم بطرابلس أمام القمة الإفريقية الخاصة بموضوع “بحث وتسوية النزاعات في إفريقيا” عن الأمل في أن تسهم نتائج هذه القمة في تعزيز قدرات بلدان القارة على مواجهة التحديات الماثلة وفي مقدمتها قضايا الأمن والاستقرار. وأوضح أن القارة الإفريقية قادرة بفضل ما تزخر به من ثروات طبيعية وطاقات بشرية هائلة على المضي قدما على درب التكامل والاندماج لتتبوأ المنزلة التي هي بها جديرة ضمن التجمعات الإقليمية الكبرى في العالم. ولاحظ الرئيس زين العابدين بن علي أن نجاح مساعي الدول الإفريقية في مجال الأمن والاستقرار يبقى رهبن العمل الوقائي الناجع الذي يتطلب مزيد تفعيل الهياكل التي تم إنشاؤها ضمن الاتحاد الإفريقي سيما آلية الإنذار المبكر ومجلس الحكماء ومجلس السلم والأمن مع العمل على تطوير أداء هذه الهياكل ومزيد إحكام مشمولاتها. وبين سيادته ان تحقيق السلم يتطلب العمل على إزالة الأسباب العميقة لمختلف النزاعات والصراعات ومظاهر التهميش والإقصاء والحرمان ودعم الربط بين التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية والتواصي بقيم التسامح والتعاون والتضامن. وأشار إلى ضرورة اعتماد القارة الإفريقية أساسا على قدراتها الذاتية لبلوغ أهدافها في السلم والأمن والتنمية إلى جانب مساهمة المجموعة الدولية والمؤسسات الأممية وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي في معاضدة جهود الاتحاد الإفريقي ودول القارة على تحقيق هذه الأهداف. وبعد أن بين أن الفقر من اكبر العوائق التي تحول دون تحقيق الاستقرار والتنمية ذكر رئيس الدولة بمصادقة المنتظم الاممي على مبادرة تونس المتعلقة بإحداث صندوق عالمي للتضامن ومكافحة الفقر فضلا عن دعوتها إلى إبرام عقد رقى وسلام بين دول الشمال والجنوب أساسه شراكة فعالة تمكن من تحقيق التقدم والتنمية المتوازنة وتحظى فيها القارة الإفريقية بالمنزلة التي تؤهلها لان تكون قطبا نشيطا على الساحة الدولية. وجدد في هذا السياق الدعوة إلى الالتزام بمدونة السلوك التي اعتمدتها القمة الإفريقية في شهر جوان 1994 بمبادرة من تونس والتي تمثل مرجعا يحدد أخلاقيات التعامل بين الدول ويؤسس لعلاقات مستقرة بينها تضمن للجميع التقدم والنماء في كنف التفاهم والتعاون.