أخبار تونس– أعطت تونس أو كما كانت تسمى “إفريقية” اسمها لقارتها السمراء، وبقيت وفية لها. ولم تدخر جهدا لمساندة كل الجهود الرامية لنشر الأمن والاستقرار فيها ودعم خططها للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وإن مشاركة الرئيس بن علي في القمة الإفريقية الخاصة بموضوع «بحث وتسوية النزاعات في إفريقيا» بطرابلس لتعبير عن انشغال تونس الدائم بمشاكل القارة السمراء وسعيها الدؤوب لنشر قيم التسامح والتعاون والتضامن. وشدّد بن علي الذي حل صباح أمس بمدينة طرابلس للمشاركة في أعمال القمة الإفريقية المعنية ولحضور احتفالات الجماهيرية بالذكرى الأربعين لثورة الفاتح من سبتمبر/ أيلول على أن القارة الإفريقية قادرة بفضل ما تزخر به من ثروات طبيعية وطاقات بشرية هائلة على المضي قدما على درب التكامل والاندماج لتتبوأ المنزلة التي هي بها جديرة ضمن التجمعات الإقليمية الكبرى في العالم، على حد تعبيره. وأكد الرئيس زين العابدين بن علي أن الأمن والاستقرار رهانان كبيران من الضروري لبلدان القارة الإفريقية كسبهما لوقف استنزاف الموارد الإفريقية وهدر الطاقات وتمكين دول القارة من تسخير كل جهودها لتوفير مقومات الحياة الكريمة لشعوبها معربا عن الأمل في أن تسهم نتائج هذه القمة في تعزيز قدرات بلدان القارة على مواجهة التحديات الماثلة وفي مقدمتها قضايا الأمن والاستقرار. هذا، وجدد بن علي الدعوة إلى الالتزام ب”مدونة السلوك” التي اعتمدتها القمة الإفريقية التي احتضنتها بلاده عام 1994، كونها “تمثل مرجعا يحدد أخلاقيات التعامل بين الدول ويؤسس لعلاقات مستقرة بينها تضمن للجميع التقدم والنماء في كنف التفاهم والتعاون”، في القارة السمراء . ومن منطلق حرص تونس على توحيد جهود البلدان الإفريقية وتنسيق برامجها وتمتين تضامنها فقد ساهمت في تأسيس الاتحاد الإفريقي سنة 2001 واضطلعت بدور هام صلب مؤسساته. وانتخبت لعضوية مجلس السلم والأمن للفترة 2008-2010 . وهي تشارك بفعالية في مختلف الفضاءات الاندماجية الإفريقية لا سيما تجمع دول الساحل والصحراء والمجموعات الاقتصادية الإقليمية ومختلف المنتديات التي تنظمها بقية دول العالم مع القارة الإفريقية وفي مقدمتها المنظمة الدولية للفرنكفونية. وعلى الصعيد الثنائي تعمل تونس، على تطوير مبادلاتها التجارية وتعزيز علاقات التعاون الفني مع الدول الإفريقية من خلال دفع الصادرات التونسية ووضع الخبرات التونسية على ذمة الدول الإفريقية الراغبة في الاستفادة منها سواء على مستوى التعاون الثنائي أو الثلاثي وتوسيع مجالاته. وهي تتطلع بصورة دائمة إلى تعزيز أوجه الشراكة بين بلدان القارة وتكثيف التشاور والتنسيق بينها والبحث عن الاستفادة من تجارب بعضها واستكشاف فرص التبادل والتعاون، مما جعل عديد الدول الإفريقية الشقيقة تتطلع إلى التعاون مع تونس والاستفادة من تجربتها التنموية الرائدة التي مكنتها من تحقيق انجازات جعلتها مركز اهتمام عديد المنظمات والمؤسسات الدولية. ويذكر أن التعاون بين تونس وسائر البلدان الإفريقية قائم في مختلف الميادين على غرار التعاون التونسي-الكونغولي في ميدان التصرف العقاري والتهيئة الترابية من خلال تبادل المعلومات العلمية والفنية حول البرامج والمشاريع ذات الصلة بالتهذيب العمراني والتصرف في المدخرات العقارية. كما تعزز فتح الخط الجوي بين تونس ونواق- الشط النشاط التجاري والسياحي وسيدعم العلاقات التجارية بين البلدين المغاربيين وبلدان إفريقيا الغربية.