أخبار تونس – شكلت مسرحية “صنع في تونس” للفنان لطفي العبدلي حدثا فارقا ضمن برنامج السهرات الرمضانية للدورة 27 لمهرجان المدينةبتونس، إذ قدم العرض بفضاء بالمسرح البلدي بالعاصمة في سهرتين متتاليتين ليومي الاحد والاثتبن بشبابيك مغلقة. ومسرحية “صنع في تونس” هي من الاعمال ذات الممثل الواحد (الوان مان شو) كتب نصها ومثلها لطفي العبدلي وأخرجها الشاذلي العرفاوي وساعده في ذلك معز القديري، وتولى مهمّة الإضاءة الفنان الفرنسي ستيفان، وهذا العمل المسرحي من إنتاج شركة “ياليل للانتاج”. إن الموضوع الاساسي للمسرحية حسب بطاقتها الفنية هو تخطي تونس للازمة الاقتصادية العالمية، غير أن لطفي العبدلي يوظف مواضيع شتى ليعالج هذا الموضوع من مختلف جوانبه، فينطلق من حالات التوتر والشعور بالاهمال الذي يعيشه الفنان عامة مقارنة بنجومية لاعب كرة القدم وتعلق الجمهور به الى حد الهوس. ومعالجة موضوع الازمة الاقتصادية يتناوله الممثل لطفي العبدلي من زاوية فكهة وضاحكة مركزا على مفاصل هامة من حياته الشخصية محاولا نقل بعض الظواهر الاحتماعية كما عايشها هو وكما يراها هو من الداخل. ومسرحية “صنع في تونس” هي عرض فرجوي متكامل تتظافر فيه عدة فنون وتتداخل فبالاضافة الى المسرح نجد الرقص ونجد الغناء، ويعود ذلك الى تعدد مواهب الممثل لطفي العبدلي الذي اشتغل في بداية مسيرته الفنية على فني المسرح والرقص، قبل ان يتحول الى عالم التلفزيون والسينما. وفي حوار معه خصّ به “أخبار تونس” قال لطفي العبدلي إنه بعد نجاحه في عالمي الشاشة الصغيرة والشاشة الكبيرة ونيله عدة جوائز محلية وأخرى عالمية في أكبر المهرجانات السينمائية بالخصوص عاوده الحنين الى الفن الرابع وهو فن محبب لديه نظرا لعشقه للحركة على الخشبة امام جمهور حي يتفاعل مع العرض. ورغم طول العرض نسبيا اذ قاربت مدته ساعتين ونصف، الا ان جمهور المسرح البلدي ظل منشدا الى فقرات المسرحية نظرا الى طلاقة لسان الممثل لطفي العبدلي ومهاراته في فنون الحركة والاداء والفرجة. وتكمن القوة التعبيرية لدى لطفي العبدلي في أنه قادر على الكلام والحركة دون توقف على خشبة تخلو من الديكور والاكسسوارات متقيدا بما يعرف في المسرح ب “الفضاء القفر” الذي يقتصر على أداء الممثل الواحد في فضاء ضيق مع التركيز على التنويع في الاضاءة والمؤثرات الصوتية والموسيقى. واثر انتهاء مسرحية “صنع في تونس” قدم الفنان لطفي العبدلي لجمهوره مقطوعة موسيقية حملت عنوان “”هيب هوب تونسي” كتبها خصيصا للعرض بمساعدة الفنان ومغني الراب التونسي “بلطي”.