أخبار تونس – يتواصل بفضاء متحف قصر خير الدين بمدينة تونس العتيقة الى موفى شهر سبتمبر معرض للفن التشكيلي الكوري المعاصر وذلك بمناسبة الاحتفاء بمرور أربعين سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية التونسية وجمهورية كوريا. وفي معرض “الصداقة التونسية الكورية” الذي دشنه سفير جمهورية كوريا بتونس، تأثث أعمال 6 فنانين كوريين ردهات الطابق السفلي لمتحف قصر خير الدين، وتتوزع الاعمال المعروضة بين الرسم والنحت والفوتغرافيا وفن التنصيبات والفيديو. وتتناول الأعمالهم الفنية بالخصوص مواضيع الطبيعة والعادات والتقاليد الكورية في إطار رؤية إبداعية تتميز بسحر الشرق الأدنى وقوة التعبير الفني. كما تتنوع الأعمالا الفنية وتتعدد تقنياتها وتعبيراتها الجمالية، متراوحة بين الأسلوب الكلاسيكي والبحث التجريدي والتوجهات العصرية وصولا الى ارقى فنون الفديو والديجيتال. وفي حديث خصت به “أخبار تونس” قالت السيدة غرايس كونغ مديرة رواق “كونغ” بمدينة سيول انها اختارت نخبة من الفنانيين التشكيليين الممثلين لأهم التجارب التي تطبع الفن الكوري المعاصر من رسم وفوتغرافيا وفيديو ليطلع عليه جمهور الفن التشكيلي في تونس. واضافت غرايس كونغ انها ستغتنم زيارتها لتونس بهذه المناسبة لتطلع على أهم مميزات الفن التشكيلي في تونس بمختلف أجياله من دون ان تفوت فرصة التعرف على بعض الفنانين وبعض اصحاب الاروقة لمزيد تدعيم التبادل الثقافي بين البلدين في هذا المضمار. وقال الفنان التشكيلي باهيك سيون جي الذي قدم خصيصا الى تونس ليحضر حفل تدشين المعرض ان المعرض يمثل مرحلة هامة في حياته وقد تلهمه الرحلة ابتكار أعمال جديدة تنضاف الى تجربته الفنية. ويعرض النحات والمعماري باهيك سيون جي في متحف قصر خير الدين عدة تنصيبات نذكر من بينها منحوتة يبلغ طولها 3 أمتار أعدت خصيصا لاحتفاء بمرور 40 سنة على تأسيس حلقة الصداقة بين تونس وكوريا. وتتركب المنحوتة من آلاف قطع الفحم المشكلة وخيوط النايلون في مثال مخروطي تتخذ شكل “ثريا” معلقة في سقف احدى القاعات المقببة لمتحف قصر خير الدين. كما جلب انتباه جمهور المعرض أعمال الفيديو الرقمي للفنان التشكيلي لي لي نام لمناظر طبيعية كورية بكل مكوناتها تعرض آليا كل 5 دقائق نقل من خلالها الفنان كل مكونات المشهد من حركة وتبدلات في الزمن، فنشاهد الفصول الاربعة ويتغير المنظر تدريجيا: ينزل المطر أو يهطل الثلج وتتطاير أوراق الخريف وتحلق الفراشات سابحة في مشهد بديع. وفي المعرض تسجل الاعمال الفوتغرافية حضورها بكثافة اذ نجد أعمالا للفنانين: باي بيان وكيم سو كانغ وكي جون مان مركزين على ثراء الطبيعة الكورية وعلى ثراء المخزون التراثي لكوريا لاسيما لسلالة مملكة تشوسون الحاكمة (1392-1910). ويبرز لدى الفنانين التغني بقوة المعمار الكوري وجمالية ازياء سيدات كوريا لاسيما من خلال لوحة “”كسوة الريح” التي اتخذ المعرض منها الملصق الرسمي للتظاهرة.