أخبار تونس – ودعت الساحة السياسية التونسية السيد رشيد إدريس الوزير والدبلوماسي التونسي السابق الذي كان قد توفي عن سن تناهز 92 عاما . و كان الراحل قد شغل العديد من المناصب حيث يعتبر أحد المناضلين في الحركة التحريرية لتونس من أجل استقلالها ورسم ملامحها العصرية خاصة انه اضطلع بدور في المجال القومي التأسيسي عند إعلان النظام الجمهوري و عند صياغة الدستور . وكان الفقيد قد ترأس المرصد الوطني للانتخابات الرئاسية والتشريعية خلال دورة 1999. وعين في عام 1964 سفيرا في واشنطن ومكسيكو ثم ممثلا دائما لتونس لدي منظمة الأممالمتحدة في عام 1970 لينتخب في العام الموالي رئيسا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للمنظمة الدولية . كما تولى حقيبة وزارة البريد والبرق والهاتف في أول حكومة شكلها الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة عام 1957 بعد إعلان النظام الجمهوري في البلاد . كما قام بعدة مهام كمبعوث خاص سواء في عهد الرئيس الراحل أو الرئيس الحالي زين العابدين بن علي من بينها جهود وساطة بين العراق والكويت لمعالجة ملف المفقودين الكويتيين خلال الاجتياح العراقي للكويت وذلك بالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية . وقام المناضل الراحل عام 1981 بتأسيس ” الجمعية التونسية للدراسات الدولية ” كما عرف بإتقانه العديد من اللغات إلى جانب العربية. ويعتبر الفقيد من أول المساندين لتغيير السابع من نوفمبر1987 بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي عينه سنة 1991 على رأس الهيأة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية. وعرفانا بجليل خدماته، تم تكريمه سنة 1993 بجائزة رئيس الجمهورية لحقوق الإنسان كما تحصل على وسام 7 نوفمبر وعلى أوسمة الاستقلال والجمهورية والثقافة إضافة على عديد الأوسمة العربية والأجنبية. و يذكر أنه أصدر عدة كتب غلبت عليها صبغة الشهادات والمذكرات ومنها كتاب “مسيرة كفاح “. و بتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي شيع يوم أمس الأحد جثمان الراحل رشيد إدريس إلى مثواه الأخير حيث ووري التراب بمقبرة قرطاج بيرصة . و تولى السيد فؤاد المبزع رئيس مجلس النواب و عضو الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي تأبين الفقيد بحضور جمع كبير من رجال الفكر و الثقافة والإعلام و الإطارات التجمعية و الإدارية. وكان رئيس الدولة قد وجه برقية لأفراد عائلة الفقيد ضمنها أحر عبارات التعازي وأبلغ مشاعر التعاطف والمواساة.