أخبار تونس -– تتميز البلاد التونسية بمناخ ملائم لممارسة المعالجة بمياه البحر، مما جعلها من بين أهم الوجهات الكبرى التي يقصدها السياح في دول العالم نظرا لتطور الخدمات الاستشفائية فيها ومهارة العاملين في هذا القطاع، زيادة على وفرة مياه البحر إذ يبلغ طول الساحل التونسي 1298 كيلومترا دون احتساب الجزر. وبفضل هذه الخدمات المتطورة حافظت تونس سنة 2008 على مركزها كثاني وجهة عالمية للمعالجة بمياه البحر مباشرة اثر فرنسا وذلك، فتونس تعدّ واحدة من أكثر البنى التحتية الصحية تقدما في إفريقيا حيث يتوافر بها أطباء مهرة ومرافق صحية عصرية. وقد وفد على تونس في السنة الفارطة حوالي 152 ألف سائح قدموا خصيصا بهدف ارتياد مراكز المعالجة بمياه البحر وجلهم من فرنسا وسويسرا وألمانيا. وتعد تونس نحو 49 مركزا للمعالجة بمياه البحر بطاقة استيعاب تصل إلى 250 ألف شخصا ويضاهي مستوى عدد منها اليوم أفخم المراكز الموجودة في النزل والمدن الأوروبية. ومن الأسباب التي جعلت تونس تحافظ على ترتيبها الثاني توفق القطاع في مجابهة تراجع نشاط المعالجة بمياه البحر على المستوى العالمي وتم ذلك بفعل تجسيم مقاربة الجودة التي وضعت تحت إشراف وزارة الصحة العمومية التي تسهر بدورها على ضمان جودة هذه الخدمات ومطابقتها للمواصفات الدولية. ومن بين المراكز التونسية الرائدة في المعالجة بمياه البحر نجد مركز “الحمراء للمعالجة بمياه البحر” بياسمين الحمامات ومركز المعالجة بمياه البحر التابع لنزل “رزيدنس” بقمرت وهي مراكز قد تفوق كفاءة وجودة أشهر المراكز العالمية في مدينة فيشي الفرنسية. ويبدو أن العمل الدعائي قد أعطى أكله وذلك من خلال العديد من العمليات الإشهارية التي استهدفت خاصة دول أوروبا الغربية. وسعيا إلى المحافظة على نجاح تونس وتميزها في هذا الاختصاص الاستشفائي توصل الديوان الوطني للسياحة التونسية إلى وضع دراسة إستراتيجية لتطوير سياحة الاستشفاء بمياه البحر في تونس في حدود سنة 2020 ، مما يساهم في الترفيع من مردودية القطاع ومن قيمة العائدات من العملة الأجنبية التي توفرها للبلاد.