أخبار تونس– يبدو تساقط الأمطار في هذه الفترة بولايات الجنوب وخاصة ولاية تطاوين غير مألوف.إذ تمثل سنوات الجفاف قاعدة مناخية بالمنطقة بينما تمثل السنوات الممطرة استثناءا. وقد شهدت الولاية أمطارا غزيرة بلغت 47 مم في بعض المناطق، جراء الكتلة السحابية جنوبتونس، وهي التي تسببت في سقوط أمطار غزيرة الليلة الماضية على ولاية تطاوين و أقصى شمال غرب ليبيا وكتلة أخرى قوية شرق الجزائر. ويتفاءل المواطنون وخاصة الفلاحون بهذه الأمطار في أول فصل الخريف التي سالت على إثرها بعض الأودية والشعاب فارتوت الأرض وامتلأت الشوارع بالمياه. وكانت فرصة سانحة للسكان للخروج فرحا واستبشارا بهطولها. إذ تعتبر أمطار فصل الخريف المبكرة بادرة خير على المزارع والفلاحين وهي ذات تأثير طيب خصوصا على الزراعات الكبرى والأشجار المثمرة والغابات والمراعي. وتقع مدينة تطاوين في أقصى الجنوبالتونسي ويعني اسمها في البربرية “العيون” وهي تعد أكبر المدن التونسية حيث تبلغ مساحتها -38.889 كلم2- ويبلغ عدد سكانها “142′′ ألف نسمة، وتتنوع فيها التضاريس، فهناك السهول والجبال والصحراء الشاسعة، ومناخها جاف غير أنها غنية بالثروات الجوفية. وقد بذل سكان المناطق الجبلية بولاية تطاوين جهودا كبيرة للتأقلم مع وسطهم الجغرافي الجبلي المتسم بالضيق والوعورة وبالتالي انعدام الأراضي الصالحة للزراعة مما دفعهم إلى ابتكار تقنية ذكية لتجميع المياه المنحدرة من سفوح جبل دمر و الجبل الأبيض تتمثل في بناء سدود تسمى محليا”كاترة” ( وهي من التربة ) أو مصرف ( وهو حجري ) أسفل الجبل لحصر مياه الأمطار المنحدرة وما تحمله معها من تربة و بعد عدة ترسبات متتالية تتحول القطعة إلى أرض صالحة للفلاحة وتسمى هذه القطع الجسور وتكون الجسور عادة في شكل مدرجات متتالية من الأعلى نحو أسفل الجبل. ورغم هذه الظروف المناخية الصعبة، فقد تطور نسق الإنتاج الفلاحي في تطاوين، خلال السنوات الأخيرة، بصفة متسارعة سجلت خلالها عديد المنتوجات الفلاحية نسبة نمو متميزة نتيجة لانتهاج الجهة لمحاور تنمية تتماشى وخصوصياتها المناخية ومواردها الطبيعية، برزت خاصة من خلال استغلال الميزات التفاضلية في السبق في الإنتاج مع التركيز على الزراعات الواعدة والمتأقلمة كالخوخ البدري والبطاطا الآخر فصلية وتربية الماشية المكثفة مما ساهم في تطوير هذه المنتوجات كما ونوعا.