أخبار تونس – تعيش تونس خلال هذه السنة على وقع مجموعة من الفعاليات الثقافية المميزة و الهامة التي شملت مختلف المجالات الثقافية من مسرح و سينما و أدب و فن تشكيلي... و سيكون للموسيقى خلال هذه الثلاثية الرابعة من السنة و تحديدا خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر نصيبها من هذه التظاهرات العالمية الكبرى. إذ من المنتظر في هذا السياق و احتفاء بالمبدعين في هذا المجال، أن تحتضن تونس تظاهرتين هامتين هما: الجلسة العامة و مؤتمر المجلس الدولي للموسيقى و ذلك من 15 إلى 22 أكتوبر و تظاهرة ” موسيقات” التي ستجرى فعالياتها من 17 إلى 22 من نفس الشهر. و كان السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث قد أشار إلى مجموعة من التظاهرات المزمع عقدها في تونس في الأيام القادمة خلال ندوة صحفية كان قد عقدها بتونس العاصمة. وتمثل هذه التظاهرة حدثا هاما في حياة المبدعين في هذا المجال من مغنين و ملحنين و موزعين...لا في تونس فحسب، بل أيضا على مستوى عالمي. و يمثل هذا المنتدى العلمي الدورة الثالثة باعتبار أن الدورة كانت قد التأمت ببكين و الثانية في سان فرانسيسكو. و تمثل تونس باحتضانها لفعاليات الجلسة و المؤتمر ثاني دولة عربية بعد الأردن سنة 1999 تحتضن هذه التظاهرة و أول دولة إفريقية و ذلك لما تحظى به من احترام في المحافل الدولية و بالتحديد لدى المجلس الدولي للموسيقى. و كان المجلس قد منح سنة 1997 الجائزة الشرفية « Prix Honoris Causa »، مركز الموسيقى العربية و المتوسطية النجمة الزهراء. و لقد تم إحداث هذا المجلس، و هو هيئة استشارية مختصة في المسائل المتعلقة بالموسيقى، سنة 1949 من طرف المدير العام لليونسكو و مقره باريس. وسيحضر هذه الجلسة العامة الثالثة و الثلاثين و مؤتمر المجلس الدولي للموسيقى حوالي 110 شخصية أجنبية، من ممثلين عن 64 دولة عضو بالمجلس الدولي للموسيقى من القارات الخمس و 35 منظمة موسيقية دولية وإقليمية و 27 منظمة ذات صلة بالنشاط الموسيقي و 30 أستاذا و باحثا في الموسيقى من مختلف القارات. و في إطار أشغال المؤتمر و خلال الجلسة المنتظمة التي سيحتضنها كل من قصر النجمة الزهراء و مسرح مدينة تونس و دار حسين، سيكون المبدعون التونسيون و مختلف الضيوف على موعد مع اجتماعات سيعقدها كل من المكتب التنفيذي و اللجان المالية و القانونية. كما ستقدم بالمناسبة ندوة دولية علمية. ستتناول أساسا المسائل التالية: تفعيل معاهدة اليونسكو الخاصة بحماية تنوع التعبيرات الثقافية و الترويج لها وتفعيل معاهدة الحفاظ على التراث الثقافي اللامادي. كما ستتعرض لحقوق الملكية الفكرية و مسألة التنوع الثقافي في مجال الموسيقى و التعليم الموسيقي. سيمثل اللقاء أيضا مناسبة للتعريج على مستقبل الموسيقى التقليدية في ظل اقتصاد السوق و الصناعات الموسيقية. و ستتناول التغييرات في أذواق الجمهور. هذا فضلا عن النافذة التي ستفتح على مستقبل الموسيقى العربية و الحياة الموسيقية في الأقطار العربية. و دائما في إطار فعاليات المؤتمر و بالإضافة إلى الاجتماعات و المنتدى الدولي، ستنتظم حلقة دراسية حول السياسات الثقافية و التصورات و الرؤى الجديدة سيحضرها عدد من الشخصيات الهامة. هذا فضلا عن اجتماعات الأمانة العامة و عدة عروض ستقدم للضيوف. نذكر من بين هذه العروض: عرض للتخت الموسيقي لتونس بقيادة كمال الفرجاني و عرض لزهرة لجنف ( تراث قفصه) و عرض للأخوين الغربي و مجموعة رنيم و عرض آخر لياسمين عزيز ” الموسيقى السنفونية” و عرض الحضرة لسمير العقربي وعرض مالوف تونسي بقيادة الفنان زياد غرسة. أما تظاهرة ” موسيقات” فتنظم بالتعاون بين المجلس الدولي للموسيقى و اللجنة الوطنية التونسية للموسيقى وبدعم من وزارة الثقافة و المحافظة على التراث من 17 إلى 22 أكتوبر وتتضمن 12 عرضا موسيقيا لنخبة من الموسيقيين من 12 بلد. و من القضايا التي ستهتم بها هذه التظاهرة في منبر البحث و المناقشة موضوع ” التنوع الموسيقي و كيفية تحقيقه”. ستمثل هذه الدورة الجديدة من ” موسيقات” مناسبة للمراهنة على التنوع الثقافي و الموسيقي بصفة خاصة وستسعى إلى مقاومة التنميط و الموسيقى الواحدة. يذكر في هذا السياق أن هناك دول تشارك لأول مرة على غرار المجر و بنغلادش و الهند و منغوليا. حيث سيأخذنا المبدعون من هذه الأقطاب مع موسيقات في الإنشاد المجري الروحي و الإنشاد الكرناتي الهندي و الغناء التقليدي للبادية الرحل و التقاليد الشامانية. و إن سيسبق افتتاح أشغال الجلسة العامة و المؤتمر الدولي للموسيقى الذين ينطلقان يوم 15 أكتوبر، افتتاح تظاهرة ” موسيقات”، فإن الاختتام سيكون في نفس اليوم و ذلك يوم 22 أكتوبر و بذلك يكون كل من المبدع التونسي و العربي و العالمي، قد صافح في رحاب قصر النجمة الزهراء خاصة و في رحاب تونس إحدى أكبر التظاهرات الثقافية التونسية في الموسيقى .