أخبار تونس – افتتحت صباح يوم الاثنين 5 أكتوبر بمقر اتحاد إذاعات الدول العربية بمدينة تونس أشغال الندوة العربية حول الإعلام الشبابي التي تنظمها وزارة الشباب و الرياضة و التربية البدنية بالتنسيق مع الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشباب و الرياضة العرب لجامعة الدول العربية . وأشرف على افتتاح هذه الندوة السيد سمير العبيدي وزير الشباب و الرياضة و التربية البدنية و حضرها السيد هاني مصطفى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ممثل جامعة الدول العربية و السيد حفيظ الرحوي الأمين العام للإتحاد التونسي لمنظمات الشباب و السيد صلاح الدين الدريدي المدير العام للإعلام بوزارة الاتصال و العلاقات مع مجلس المستشارين و ثلة من الهياكل الشبابية و المؤسسات الإعلامية في تونس و مجموعة من ممثلي الأقطار العربية المشاركة في الندوة من الجزائر و السودان و السعودية و قطر و الأردن و اليمن و العراق و ليبيا و فلسطين و سوريا ومصر. افتتح هذه الندوة السيد سمير العبيدي الذي أكد في كلمته أن موضوع الإعلام الشبابي يكتسي أهمية كبرى و التحديات التي يطرحها تمثل هاجسا مشتركا بين مختلف البلدان العربية. و تنبع أهمية هذه المسألة بكونها مرتبطة بالشباب و هو الفئة التي تمثل عمق و مستقبل العالم العربي. و هو الكفيل بحفظ مقومات الهوية العربية لذلك وجب التصدي بجدية للثورة الاتصالية و ما تطرحه من تحديات ، كما وجب البحث عن السبل الكفيلة باحتوائها. إذ عرف العالم ثورة تكنولوجية كبيرة شملت أيضا تكنولوجيات الاتصال و الرقمنة، و انتشار استعمال المدونات الكترونية، مما جعل من العالم قرية حيث زالت الحدود و سهلت تبادل المعلومات،كما خلقت أيضا آفاقا جديدة للشباب. و بين الوزير في كلمة توجه بها للحاضرين أهمية تأثير وسائل الاتصال الحديثة مثل الانترنيت و استعمالها في مختلف المجالات، على الشباب. و لقد كان اللقاء مناسبة بين فيها الوزير بعض المؤشرات التي تدل على تأثير هذه التكنولوجيا الرقمية على الشباب من ذلك مثلا: عدد المنخرطين في تونس في الشبكة الاتصالية “فايس بوك” بلغ حوالي 800ألف مشترك و أن حوالي 95 بالمائة من الشباب البالغين من العمر ما بين سن 12 و 17 سنة، في العالم يستعملون الانترنيت. في ظل هذه التحولات يمكن الحديث عن تأثير هذه المنظومة الاتصالية على تنشئة الأجيال و ما تطرحه من قضايا أمنية هامة و أخلاقية أيضا. و لقد استعرض الوزير بالمناسبة أبرز الإجراءات التونسية الرائدة منذ التغيير، في هذا المجال و الخطوات التي اعتمدتها لاستقطاب الشباب و لدعم الحوار معه. من ذلك مثلا إحداث قناة تلفزية موجهة للشباب “الفضائية 21 “سنة 1996 و تلاها إثر ذلك تأسيس إذاعة للشباب. كما تم إحداث الشباك الموحد لإعلام الشباب، ثم إحداث مرصد للشباب. كما تم في الغرض ذاته إقامة استشارة تعنى بمشاغل الشباب و مشاكله و استطلاعاته و شارك فيها اكثر من ألف شاب. و الأنشطة في هذا السياق لا تزال متواصلة، إذ تستعد تونس في السنة القادمة إلى تنظيم استشارة أخرى تعنى بالشباب. كما سيتم أيضا ببادرة من سيادة رئيس الجمهورية تنظيم سنة دولية للشباب و ذلك سنة 2010. و ثمن الوزير مشاركة الأقطار العربية و أكد على أهمية اللقاء في تبادل التجارب الإعلامية في المجال الشبابي و دعا إلى مزيد العمل في هذا السياق للتأسيس لإعلام يستجيب لتطلعات الشباب و يكون مواكبا للواقع. و لقد عبر السيد هاني مصطفى ممثل جامعة الدول العربية، على أهمية الندوة و المشاركة العربية. إذ أن البلدان العربية اليوم لديها رصيد هائل من القنوات الخاصة و عديد المواقع الإخبارية...و هي أصبحت مهيئة للتفاعل مع مشاغل الشباب و قادرة على احتوائها. لذلك وجب العمل على تطويرها بتقديم مساحات إعلامية شبابية واسعة تعمل على تسليط الضوء على مشاغلهم و مشاكلهم بأسس علمية مدروسة. و هذه الندوة تمثل مناسبة للنقاش حول سبل إرساء إعلام متطور ومدروس يخدم مشاغل هذه الفئة العمرية. و تحتوي أشغال الندوة على مجموعة من الورشات تناولت مواضيع مختلفة: “نحو إعلام متفاعل مع قضايا الشباب العربي” و” نحو تطوير قنوات الإعلام الموجهة للشباب العربي” و “الإعلام الشبابي العربي في مواجهة العولمة الثقافية”. و ستتواصل مختلف هذه الورشات على امتداد يومين، لتختتم يوم الاربعاء من قبل السيد رافع دخيل وزير الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب و مجلس المستشارين. و على هامش أشغال الندوة صرح بعض الضيوف ل” أخبار تونس” قائلين: صلاح الدين الدريدي ( المدير العام للإعلام بوزارة الاتصال و العلاقات مع مجلس النواب و مجلس المستشارين بتونس): ” يجب فهم تحولات ممارسات الشباب الاتصالية و الإعلامية. هذه الثورة الاتصالية و الرقمية أعطت وسائل جديدة تستهوي الشباب و استخدامه لها أكثر من وسائل الإعلام التقليدية. و نحن اليوم أمام أمرين إما أن تدخل وسائل الإعلام التقليدية إلى عالم التكنولوجيا حتى تستقطب الشباب و تحافظ على إشعاعها، إذ بدخولها عالم “الرقمنة” لا يهجرها الشباب. و إما أن تدخل الوسائل الإعلامية الإلكترونية مثل تلفزات الواب...و توفر المدونات الإلكترونية التي يعبر فيها الشباب عن رأيه. و هي إن لم تراع ثورة المعلومات هذه ستبدو خاطئة... جمال فايز السعيد ( قطر): ” نحاول في مختلف وسائلنا الإعلامية إعطاء الشباب المساحة التي تعنى بمشاغله و اهتماماته. لا أحد ينكر اليوم مخاطر العولمة و عالم الأنترنات و أهمية هذا التطور الكبير في استعمال التكنولوجيا. في نظري لا يجب التصدي للعولمة بل التعامل معها. الإعلام مثله مثل أي آلة.هو كالدواء إذا أحسنت استخدامه يمكن أن تكون نتائجه طيبة” وهيب الوهيبي ( السعودية): ” دون شك هذه الندوة هي خطوة مهمة و إشراك الإعلاميين الشبان مهم أيضا ليكون هناك تبادل للتجارب الإعلامية. بل إنني أركز على أنه يجب توسيع دائرة المشاركة الشبابية و يجب أن يلتقي كل من الشاب و المسؤول و ذلك يمكن من معرفة أفكار هذه الفئة و أهم البرامج التي يحتاجون إليها، ثم إنني أرى أن الابتكار و الابتعاد عن الرتابة أمر مهم حتى لا يبحث الشاب العربي عن البديل في أي إعلام خارجي مستورد.