أخبار تونس – يحتل القطاع الزراعي مكانة كبرى في الاقتصاد التونسي، إذ تستقطب الزراعة حوالي نصف قوة العمل في البلاد، مما يمكن من تحقيق نسبة كافية من الأمن الغذائي بالاضافة الى تدعيم نسبة تغطية الحاجيات الوطنية اليوم في مجال الحبوب 48 %. ومن أجل ضمان الاستمرارية لنجاح قطاع الزراعة انتظم يوم الثلاثاء لقاء إعلامي بتونس ببادرة من وزارة الفلاحة والموارد المائية ليتم النظر في أهم نتائج التجارب الميدانية في قطاع زراعة الحبوب، لاسيما تأقلم أصناف الحبوب وكثافة البذر ومكافحة الامراض الفطرية والبذر المباشر. ويتنزل هذا اللقاء الإعلامي في إطار الإستعدادات لإنطلاق موسم الزراعات الكبرى الجديد والذى اتخذت له الوزارة كل الاجراءات الكفيلة بتحقيق الاهداف المرسومة في الخطة الوطنية للنهوض بالزراعات الكبرى. وأشار السيد عبد السلام منصور وزير الفلاحة والموارد المائية الى مختلف الاجراءات الكفيلة بتحقيق الأهداف المرسومة في الخطة الوطنية للنهوض بالزراعات الكبرى، مؤكدا على أنه تم خلال الموسم الجديد برمجة 110610 هك من المساحات المروية لقطاع الحبوب وذلك في إطار التدرج نحو بلوغ 120 ألف هك في غضون سنة 2011 مع تحقيق مردودية لا تقل عن 50 ق/هك. كما سيتم خلال هذا الموسم العمل على توفير 350 ألف قنطار من البذور الممتازة مع مواصلة دعم اسعارها. وتتطلع تونس الى تحقيق انتاج من الحبوب يقدر ب 27 مليون قنطار وذلك خلال السنوات الخمس القادمة تتوزع إلى 6 ملايين قنطار بالمناطق السقوية و5ر10 مليون قنطار بالمناطق الرطبة وشبه الرطبة و4 مليون قنطار بالمناطق شبه الجافة المتوسطة و5ر3 مليون قنطار بالمناطق شبه الجافة السفلي و3 مليون قنطار ببقية مناطق انتاج الحبوب. وسعيا لضمان عمل المعهد تم وضع برنامج للحزم الفنية المزمع تقديمها للمنتجين وتم اعداد موقع على شبكة الانترنات للزراعات الكبرى بالضافة إلى وضع شبكة لليقظة والانذار المبكر حول الامراض الفطرية والفيروسية. وفي المقابل أشار السيد مبروك البحرى رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري خلال اللقاء الاعلامي إلى ما توليه المنظمة الفلاحية من أهمية للتجارب الميدانية في المجال الفلاحي لدورها في مساعدة الفلاح على ايجاد حلول ناجعة للصعوبات التي قد تعترضه وتوفير اكبر ضمانات ممكنة لتحسين الانتاج وتطوير الانتاجية. وتقوم مختلف الاطراف المعنية لتحقيق هذه الاهداف بعديد التجارب الميدانية الرامية الى استنباط انواع جديدة من البذور واعتماد تقنيات بذر عصرية تساهم في الرفع من مردودية الاراضي الفلاحية المخصصة للزراعات الكبرى. ومن جهة أخرى تم بمناسبة اللقاء الاعلامي التوقيع على عقد أهداف بين المعهد الوطني للزراعات الكبرى ووزارة الفلاحة والموارد المائية (إدارة الانتاج الفلاحي)، فضلا عن توقيع المعهد على 8 عقود اطارية مع كل من مؤسسة البحث والتعليم العالي الفلاحي وديوان تربية الماشية وتوفير المرعى ووكالة الارشاد والتكوين الفلاحي والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بباجة والمعهد الوطني للبحوث الزراعية بتونس والمعهد الوطني للعلوم الفلاحية بتونس. كما تم خلال هذا اللقاء التعريف بمهام وأنشطة معهد الزراعات الكبرى الذي احدث مؤخرا ببوسالم من ولاية جندوبة عبر ادماج مختلف الهياكل المعنية بالقطاع صلب هذا الهيكل. وسيكون هذا الهيكل بالنسبة للفلاح المرجعية الفنية التي يستند إليها والوجهة المختصة في توفير الحزم الفنية كما سيقوم بتأمين الترابط والتنسيق بين هياكل البحث والفلاحين. وسيعتمد في عمله على آليات عقود البرامج مع الهياكل المهنية والمندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية والارشاد الفلاحي وكذلك على التدخل المباشر باستعمال الوسائل والموارد البشرية الذاتية.