استنكر المجلس الإسلامي الأعلى للجمهورية التونسية المخطط الإسرائيلي لتهويد القدس الشريف وتهديد هوية المسجد الأقصى المبارك. وأعرب المجلس في بيان أصدره عقب اجتماعه الجمعة عن انشغاله واستيائه الشديدين إزاء الأوضاع المتدهورة حاليا في مدينة القدس في ضوء ما تقوم به السلطات الإسرائيلية من إجراءات تعسفية تهدد بطمس هوية الأقصى وتنذر بضياعها واندثارها متسببة في مواجهات دامية مع أصحاب الحق من الفلسطينيين أسفرت عن إصابة واعتقال العشرات من المرابطين منهم داخل المسجد الأقصى وحوله. وعبر عن استنكاره لهذه الممارسات الاستفزازية لمشاعر العالمين العربي والإسلامي والمنافية لكل قرارات الشرعية الدولية بشان القدس الشريف. وأدان مسلسل الاقتحامات المتكررة والمنتظمة من قبل مجموعات من المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى وما تقوم به السلطات الإسرائيلية من إعمال عدوانية ضد القدس والأقصى لتغيير الواقع على الأرض مؤكدا أن ذلك يعتبر انتهاكا صارخا لحرمة الأقصى وخطرا على المقدسات في القدس بوجه عام وعلى مسجدها الرمز بشكل خاص. وحذر البيان مما يتهدد المسجد الأقصى مستقبلا من إمكانيات السقوط والانهيار بسبب أشغال الهدم والبناء والتوسع في إقامة الأنفاق تحته من قبل إسرائيل منددا بما تقوم به سلطاتها من تضييق على العاملين في الأوقاف الإسلامية الفلسطينية ومنعهم من الدخول إلى هذا المعلم للحفاظ عليه لا باعتباره معلما دينيا فحسب بل وكذلك لأهميته الروحية والتاريخية. واعتبر المجلس أن مثل هذه التصرفات غير القانونية واللاشرعية تمثل خطرا صارخا على الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات وباعثا على إذكاء نوازع الكراهية والصراع والبغضاء وحائلا دون بناء جسور التواصل والتفاهم والتعاون والتضامن بين الشعوب والأمم بما من شانه أن ينسف جهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ويقوض أركان الأمن والسلام في العالم. وأشاد المجلس باعتزاز بالمواقف الواضحة والثابتة للرئيس زين العابدين بن علي من القضية الفلسطينية التي يعتبرها دائما قضيته الشخصية مثمنا ما يبذله سيادته من جهود دبلوماسية سخية ومكثفة عربيا وإسلاميا ودوليا لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. ودعا المجلس الإسلامي الأعلى في بيانه كل المؤسسات والرموز والنخب السياسية والدينية والفكرية والثقافية والإعلامية والحقوقية في العالم إلى توظيف كل طاقاتها وعلاقاتها وإمكاناتها لرفع الحصار عن المسجد الأقصى المبارك وإنقاذه مما يتهدده من تحت الأرض ومن فوقها من مخاطر والتصدي للمشروع الاستيطاني الرامي إلى تهويد المدينة المقدسة.