أخبار تونس يمثل الاهتمام بالثقافة أحد أبرز مشاغل المرحلة القادمة و من التحديات التي يراهن الرئيس زين العابدين بن علي على تجسيمها في إطار منظومة إصلاحية شاملة تستهدف تحقيق التنمية في مختلف المجالات. و قد ورد بالبرنامج الانتخابي في خطاب 11 أكتوبر لرئيس التجمع الدستوري الديمقراطي مجموعة من البرامج الثقافية الهادفة. و تنبع هذه المقاربة من وعي كبير بأهمية الثقافة في الرقي بالمجتمع و إعطائه بعدا إنسانيا..إذ جاء في خطاب سيادة الرئيس: “أما فيما يتعلق بالثقافة التي اعتبرناها سندا للتغيير، فسنعمل على أن تكون تونس منارة ثقافية على الدوام...” و لقد استبشر كل من المبدع و المتلقي في تونس بما ورد في البرنامج الانتخابي للرئيس بن علي للمرحلة القادمة، من ذلك مثلا و في إطار الإحاطة بالجالية التونسية المقيمة بالخارج و التعريف بالمخزون الثقافي التونسي، بعث “دار تونس” في أهم العواصم بالخارج. إذ ورد في خطاب رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي: ” سنقر برنامجا لإحداث شبكة من المراكز الثقافية في أهم العواصم بالخارج، تحت تسمية “دار تونس” للتعريف بصورة بلادنا المشرقة و بتراثها و إبداعات أبنائها و بناتها، تكون حلقة وصل فكرية و فنية مع أبناء وطننا في بلدان إقامتهم و مع أصدقاء تونس و مبدعينا وكفاءاتنا بالخارج”. و تتمثل هذه الدار في مجموعة من المراكز الثقافية التي ستتولى القيام بأنشطة ثقافية في مختلف الفنون وستسعى إلى تقديم عروض في الغرض تحاول التعريف بالموروث الحضاري للبلاد. و هي أيضا ستجمع شمل التونسيين المقيمين خارج تونس و تمثل همزة وصل تدعم روابط و أواصر الأخوة بينهم. كما ورد في خطاب الرئيس زين العابدين بن علي: و حتى تظل “تونس منارة ثقافية على الدوام” فقد تم الإعلان في البرنامج الانتخابي للرئيس زبن العابدين بن علي عن حوالي 21 إجراء. إذ ستسعى تونس في الخماسية القادمة إلى الترفيع في اعتمادات ميزانية وزارة الثقافة و المحافظة على التراث لتبلغ نسبة 1.5 بالمائة من ميزانية الدولة سنة 2014 مقابل 1.25 بالمائة سنة2009. و سيخصص نصف الزيادة للتنمية الثقافية و دفع الإبداع و الإنتاج الثقافي بالجهات. و من المنتظر أيضا و في إطار تطوير المنشآت الثقافية و تخصيص الفضاء الملائم للمبدع و لمختلف الأنشطة الثقافية، ستفتح “مدينة الثقافة” أبوابها لروادها و ستعلن انطلاق نشاطها في المرحلة القادمة، و ستكون منارة ثقافية هامة بها أوبرا ذات 1800مقعد و أوديتوريوم به 700 مقعدا و مسرحا تجريبيا به 400 مقعدا و 7 استوديوهات للإنتاج الموسيقي و المسرحي والرقص بالإضافة إلى ميدياتاك و سينماتاك و قاعات عرض وأخرى لحفظ الإبداعات الفنية... و دعما للامركزية النشاط الثقافي سيتم تعميم دور الثقافة أو الفضاءات الثقافية في دور الشباب على كل المعتمديات، و سيحرص سيادة رئيس الجمهورية في برنامجه القادم على استحثاث نسق تأهيل المركبات الثقافية و دعم دورها، كما سيتم أيضا إرساء منظومة نشاط جهوي متعدد الألوان حسب خصوصية كل جهة، هذا فضلا عن إرساء شبكة من النسيج الجمعياتي الثقافي يكون أكثر شمولية. و لأن الرقمنة و التكنولوجيات الحديثة تعتبر من أبرز تحديات العصر، فسيحاول برنامج الخماسية القادمة توطيف هذه التكنولوجيا المتطورة لخدمة القطاع الثقافي و ذلك للتمكن من ضمان حفظ المخزون الثقافي. و من التحديات التي سيتم رفعها في هذا الإطار نذكر أساسا: الانطلاق في الرقمنة الشاملة للمخزون الإعلامي والأرشيف السمعي البصري الموجود في عدة مؤسسات، كما سيتم تأهيل شبكة المكتبات العمومية مع تعميم ربطها بشبكة الأنترنات ذات السعة العالية، و من المنتظر أيضا أن يتم إحداث موقع شبكة للأنترنات يعرف بمختلف المواقع الأثرية المتصلة بالحضارات التي تعاقبت على البلاد... و رغم ما تحقق للمبدع من مكاسب منذ فجر التغيير، فإن العناية به لا تزال متواصلة عبر الإحاطة بالمثقفين من خلال التغطية الاجتماعية و التشجيعات و غيرها من الحوافز الأخرى...و سيهتم برنامج المرحلة القادمة بحقوق المبدع و ذلك بتحيين قانون الملكية الأدبية و الفنية ليتماشى مع المقاييس الدولية، وتهدف كل هذه الإجراءات إلى توفير المناخ الملائم للإبداع و العطاء... و من المكاسب التي تحسب لفائدة هذا القطاع نذكر اتجاه العناية الرئاسية إلى النهوض بإنتاج الوثائقيات، و خاصة إذا ما علمنا الأهمية الكبرى التي يكتسيها هذا النوع من الإنتاج الثقافي في التوعية و الترفية، هذا فضلا عن كونها تؤرخ لأحداث هامة في حياة التونسي وتمثل مدونة مميزة لحفظ أبرز الأحداث و خصوصيات البلاد الثقافية والجغرافية والاقتصادية... إذ صرح سيادة الرئيس في هذا السياق قائلا:”...و سنضع برنامجا شاملا للإنتاج الوثقائقي و لا سيما منه الإنتاج السمعي البصري حتى نحفظ ما تزخر به بلادنا من تاريخ ثري و عريق، و معالم حضارية أصيلة ومتنوعة، و شخصيات لامعة و مشعة في شتى الميادين، إضافة إلى ثروات طبيعية رائعة و متميزة”. ولأن الثقافة هي إحدى أبرز الوسائل التي تعرف بتاريخ البلاد و عراقة حضارتها بتراثها( المادي واللامادي) ولأنها أيضا تساهم في دعم الاقتصاد و تحقيق التنمية، تتجه النية إلى استكمال إنجاز الخريطة الوطنية للمعالم والمواقع الأثرية. و لن يكتفي برنامج المرحلة القادمة بهذا الحد من الانجازات، بل سيتعهد دفعة ثانية من المعالم التاريخية والمواقع الأثرية بالترميم و الصيانة مع تعزيز إدراجها في المسالك السياحية. كما سيتم أيضا إحداث مجموعة من المتاحف الجديدة و ذلك لتوسيع شبكة المتاحف بتونس و للتعريف أكثر بمخزون البلاد الثقافي الحضاري و كنوزها. و مختلف هذه الإنجازات لفائدة المعالم و المتاحف التونسية تعلن بشائر تحقيق نقلة نوعية منشودة للسياحة الثقافية خلال 2009-2014. فسيفساء من الطموحات الواعدة رسمها الرئيس زين العابدين بن علي في برنامجه الانتخابي للخماسية القادمة تؤسس لثقافة التميز داخل تونس و خارجها. تضيء في أفق الخماسية القادمة أنوار سنوات مليئة بالعمل الدءوب. إذ سيعيش التونسي و على مدار كل سنة على إيقاع إبداعات بألوان فنية مختلفة تتجلى في شكل سنة للمسرح وسنة للموسيقى و سنة للسينما و سنة للكتاب و سنة للفنون التشكيلية و هي بادرة فريدة من نوعها تعطي للمرحلة القادمة إيقاعا احتفاليا قل ما رأينا مثله. و المرحلة القادمة تدعم أيضا المشهد الإعلامي التونسي و تطور الصناعة الثقافية لتحقق له نقلة نوعية، كما ستعزز مسار التنمية الثقافية و تدر فوائد جمة على اقتصاد البلاد و نموه و ستساهم في خلق أفق إبداعي مشرق تشارك فيه كل فئات المجتمع و يجد له كقاعدة ثابتة و متطورة البنية التحتية و شبكة من المنشآت الثقافية على غاية من الأهمية.