تونس 12 سبتمبر 2010 (وات)- تشكل الثقافة قاعدة متينة للمنظومة التنموية الوطنية لما لها من دور استراتيجي في تكريس الهوية الوطنية وتعزيز مقومات انخراط تونس فى مسار الحداثة. ودعما لقدرة القطاع على الاضطلاع بهذا الدور تعززت المكاسب الثقافية باقرار رئيس الدولة مختلف اشكال الدعم والحوافز لتشجيع الابداع في سائر مجالات الانتاج الثقافي، بما اضفى الحركية المرجوة على ميادين الموسيقى والمسرح والفن التشكيلي والسينما والكتاب، واتاح الاستغلال الاجدى للموروث التراثى فى خدمة السياحة الثقافية والبيئية. ولمزيد دعم مساهمة القطاع الثقافي في حركة التنمية جاءت اهداف المخطط الثاني عشر الخاصة بهذا القطاع لتكرس خيارات برنامج رئيس الدولة للمرحلة المقبلة لا سيما فى النقطة 18 "تونس منارة ثقافية على الدوام". اهداف نوعية لترسيخ المكاسب وتتضمن الخطة المستقبلية من حيث الاهداف النوعية ترسيخ المكاسب التي تحققت للقطاع على مستوى تعزيز القدرة التمويلية للقطاع من خلال تجسيم القرار القاضي بمواصلة الترفيع في ميزانية الثقافة والمحافظة على التراث للوصول بها الى 1 فاصل 5 بالمائة من ميزانية الدولة سنة 2014 مقابل 1 فاصل 25 بالمائة سنة 2009 مع تخصيص نصف الزيادة للتنمية الثقافية ودفع الابداع والانتاج الثقافي بالجهات. وتشهد الفترة القادمة تعزيزا للمنظومة المؤسساتية المرجعية والعمل الثقافي من خلال استكمال انجاز مدينة الثقافة والشروع في استغلال القسط الاول من الفضاءات المهيئة حيث سيتم بعث مكتبة وطنية سينمائية ومتحف الفن الحي بهذه المدينة. وتمهيدا لانطلاق نشاط المدينة الفعلي سيقع استثمار نتائج بحوث اللجنة المحدثة صلب وزارة الثقافة والمحافظة على التراث للتفكير في محتوى البرمجة الخاصة بالمدينة وتوجهاتها. وفي سياق تقريب المادة الثقافية من المواطن في مختلف الجهات ستتعزز البنية الثقافية في الجهات من خلال احداث 17 دار ثقافة و4 مركبات ثقافية وبناء 4 قاعات عروض و8 نوادي اختصاص في الجهات واحداث 18 مكتبة عمومية قسط اول و4 وحدات قسط ثان وتوسعة 3 مكتبات جهوية اخرى واحداث 3 متاحف جديدة فضلا عن تعميم ربط دور الثقافة والمكتبات العمومية بشبكة الانترنات ذات التدفق العالي وتحسين تغطية المناطق الريفية بخدمات المكتبات المتجولة من خلال اقتناء 16 وحدة جديدة. "دار تونس" في اهم العواصم بالخارج كما سيشرع انطلاقا من هذه الخطة في احداث شبكة من المراكز الثقافية في اهم العواصم بالخارج تحت تسمية "دار تونس". ويمثل الارتقاء بالصناعات الثقافية من التطلعات الاكيدة للخطة التنموية المقبلة حيث اذن الرئيس زين العابدين بن على باحداث خلية بديوان وزارة الثقافة والمحافظة على التراث للاحاطة بالمستثمرين الخواص، الى جانب انجاز دراسة استراتيجية حول الصناعات الثقافية يتم استكمالها قبل موفى سنة 2011 قصد دعم القدرة التصديرية والتشغيلية للمؤسسة الثقافية وتوفير احاطة انجع لترويج المنتوج الثقافي الوطني. وفي ذات السياق تقرر الترفيع في الاعتمادات المخصصة لدعم الانتاج السينمائي والشروع في انجاز الرقمنة الشاملة للمخزون السينمائي فضلا عن اجراء دراسة حول احداث مركز وطني للسينما بما يتيح تنويع مصادر تمويل الانتاج السينمائي الى جانب التشجيع على احداث مركبات سينمائية متعددة القاعات ضمن امثلة التهيئة العمرانية. وبخصوص الخماسية الثقافية اذن رئيس الدولة بوضع برنامج سنوي لكل فن لتكون سنة 2011 سنة الكتاب و2012 سنة الموسيقى والرقص و2013 سنة المسرح و2014 سنة الفنون التشكيلية. كما توجهت عناية الرئيس زين العابدين بن على في هذا القطاع الى وضع خطة جديدة للنهوض بالتراث وتوظيفه لتنمية السياحة الثقافية وسيتم في هذا الاطار تعهد دفعة جديدة من المعالم التاريخية والمواقع الاثرية "100 معلم وموقع ذوي الاولوية" بالترميم والصيانة. وتتواصل هذه العناية من خلال مزيد تطوير منظومة المحافظة على التراث وحمايته من النهب والاندثار والاتجار غير المشروع ومواصلة العمل على اضفاء الحماية القانونية للمكونات التراثية بالتركيز على تنفيذ برنامج تحديد ورسم المعالم والمواقع. ولتثمين التراث الثقافي سيتم في اطار التعاون الثنائي التونسي الايطالي احداث مسالك سياحية ثقافية وبيئية جديدة في مناطق الشمال الشرقي والغربي من بنزرت الى طبرقة والوسط الغربي والمناطق الساحلية والجزر. وتشهد الخماسية القادمة، تزامنا مع تنفيذ القسط الثاني من مشروع تهيئة منتزه دقة الاثري وفسقيات الاغالبة بالقيروان، تأهيل القصور البربرية بتطاوين وغمراسن وقرماسة وشنني والدويرات وقصر اولاد سلطان الى جانب اعداد برنامج لاحياء وصيانة القرية الجبلية بتكرونة فضلا عن ترميم مساجد جزيرة جربة. ولتحقيق النقلة النوعية المنشودة للسياحة الثقافية تستهدف الخطة الحالية ابراز منتوج سياحي خاص بكل جهة والتشجيع على اقامة المهرجانات الجهوية والمحلية التي تعتمد خصوصية الجهة ومخزونها التراثي المحلي فضلا عن تطوير اليات تنظيم المهرجانات الدولية. وتحفيزا لقوى الابداع وتعزيزا لمكانتها يتركز الاهتمام خلال المرحلة القادمة على مواصلة دعم حماية حقوق الملكية الادبية والفكرية المرتبطة بالثقافة عبر استصدار النصوص التطبيقية المتعلقة بتفعيل صندوق التشجيع على الابداع الادبي والفني المحدث سنة 2008 الى جانب مزيد تفعيل نظام رخصة مبدع وتنفيذ خطة اعلامية للتعريف بهذا النظام. 125 مليون و500 الف دينار لانجاز المشاريع المتواصلة و159 مليون و700 الف دينار للشروع في انجاز المشاريع والبرامج الجديدة كما ترمي الخطة المستقبلية الى دعم الابتكار والتجديد ودفع التعاون بين رواد الفن التشكيلي والباعثين في الصناعات التقليدية فضلا عن مواصلة القيام باقتناءات استثنائية لاعمال الرواد واقتناء اعمال لفنانين تشكيليين هواة والعمل على اعداد موسوعة الفن التشكيلي التونسي. وتنصرف الجهود في الفترة المقبلة الى اعداد مشروع توجيهي ينظم التعليم الموسيقي الراجع بالنظر الى الوزارة والى هيكلة معاهد الموسيقى التابعة لها اضافة الى دعم المصنفات الموسيقية الجديدة وجمع التراث الموسيقي التونسي ونشره والشروع في رقمنته. وترسيخا لعادة المطالعة كفعل حضاري دائم في المجتمع يتواصل تنفيذ خطة الترغيب في المطالعة مع الحرص على التنسيق بين وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ووزارة التربية ووزارة الاتصال لايجاد افضل الصيغ لمزيد ترغيب التلاميذ في المطالعة ضمن البرامج المدرسية وتنمية عادة القراءة لدى المواطن. وتتكثف العناية من جهة اخرى بقطاع المسرح والفنون الدرامية من خلال تقديم الدعم على الترويج والانتاج بصنفيه الهاوي والمحترف واحداث الفضاءات الخاصة بممارسة النشاط الابداعي في مختلف مجالات الفنون الدرامية والسرك الفني. ولانجاز مجمل البرامج والمشاريع المدرجة في اطار المخطط الثاني عشر لفائدة قطاع الثقافة والمحافظة على التراث يتم تخصيص 125 مليون و500 الف دينار لانجاز المشاريع المتواصلة و159 مليون و700 الف دينار للشروع في انجاز المشاريع والبرامج الجديدة والتي تبلغ كلفتها 182 مليون و800 الف دينار. وبما ان الاندماج في الحضارة الكونية يتطلب المثابرة لتمهيد الطريق للاجيال القادمة ولضرب المثال في التأسيس والابداع والتحرير والتنوير والريادة فان البرنامج الرئاسي 2009"2014 يؤسس لطور جديد من الانجازات الثقافية لتبقى تونس "منارة ثقافية على الدوام".