أخبار تونس – أصبحت مسألة الحوار بين الحضارات اليوم ظاهرة ملحة تستوجب الطرح والنقاش وذلك للتخفيف من حدة الصدام بين الأمم ولتفادي الأزمات والحروب ولتكريس التعايش الآمن بين المجتمعات. ومساهمة منه في نشر مختلف هذه القيم العالمية التي تحث على التسامح والتواصل المثمر بين الشعوب نظم “كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان”بإشراف الدكتورمحمد حسين فنطر بالتعاون مع أسقفية تونس محاضرة حول “الحوار الاسلامي المسيحي تحد هو أم حظ” ألقاها الكاردينال جون لويس توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان بالفاتيكان وذلك مساء السبت 31 أكتوبر 2009 بفضاء مدينة العلوم بتونس. وتأتي المحاضرة التي حملت عنوان ” الحوار الاسلامي المسيحي تحدّ هو أم حظ؟” في إطار النشاط الدوري لكرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان وحضر في الأمسية عدد كبير من الجامعيين والمثقفين والإعلاميين. ومهد الكاردينال جون لويس توران لمحاضرته بلمحة تاريخية عن نشوء الأديان السماوية التي كان لها الفضل في التخفيف من حيرة البشر وساهمت بشكل فعال في منحه نعمة اليقين تدريجيا. ثم نزّل المحاضر مداخلته في إطارها العام من خلال التأكيد على حاجة الإنسان الملحة طبيعيا إلى فهم معمق للحياة وسعيه المستمر إلى فك الغموض حوله باعتباره كائنا بالغ الهشاشة ومتناهي الصغر في كون فسيح ،مما يستوجب فهم الآخر والتعاون معه وقبوله رغم التعدد والاختلاف. وحتى يكون الحوار ممكنا بين الإسلام والمسيحية في الوقت الراهن لابد من الإقرار بوجود قيم مشتركة بين الديانتين ولا بد من الإيمان بأن للإنسانية مستقبلا مشرقا وان ذلك يتم بنائه بصورة يومية في المدرسة وفي المسجد وفي الكنيسة وفي الشارع. ونوه الكاردينال جون لويس توران في محاضرته بتفتح تونس على فكر الآخر فلقد برهن التونسيون دوما على حسن استقبالهم لمختلف الأمم الآتية من وراء البحر وحسن تأقلمهم مع من يفكرون بطريقة مخالفة لآرائهم ومذاهبهم الفكرية والعقائدية. وفي جوابه عن سؤال يتعلق بمدى نجاعة وجدوى الحوار بين المسيحيين والمسلمين في السنوات الأخيرة على أرض الواقع قال الكاردينال إنه توجد نتائج ملموسة لهذه المساعي ومثال ذلك الصدى الطيب الذي تركته الرسالة التي وجهها المجلس البابوي للحوار بين الأديان بعنوان “معا مسيحيون ومسلمون من أجل التغلب على الفقر” بمناسبة ختام شهر رمضان 1430 الموافق لسنة 2009. وبمناسبة هذه المحاضرة خص الدكتور محمد حسين فنطر المشرف على كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان” أخبار تونس” بتصريح قال فيه إن زيارة الكاردينال جون لويس توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان بالفاتيكان تهدف إلى مزيد ربط الصلة بين الشعوب وذلك يشير بوضوح إلى السياسة التي تنتهجها تونس بسعي دؤوب لقبول الآخر بخصوصياته واختلافاته عملا بما جاء في الآية الكريمة “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.