لا أحد يمكنه إيجاد تفسير أو مبرّر مقنع لغياب طلبة جامعة المنار عن ندوة عقدتها مؤخرا هذه الجامعة بالتعاون مع كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان والأسقفية بتونس حول «الحوار الإسلامي المسيحي» تحدّ أم هو حظّ؟ وقد ألقى المحاضرة الكردينال جون لويس توران. ففي كلّ عدوان إسرائيلي غاشم أو عنف أروبي على دولة عربية أو شخصية إسلامية يغضب الطلبة ولكن عندما تقام المؤتمرات وتُعقد الملتقيات لمناقشات قضية على الصعيد العالمي والبحث عن حلول هذه الحروب والمؤامرات السياسية يغيب الطلبة عنها. فواقعنا اليوم يؤكد أن بعض الطلبة لا يملكون ملكة النقد ولا يسعون إلى المناقشة وتبادل الآراء بل يكتفون بالمواقع الاجتماعية ضمن صفحات الانترنات وشتم اليهودي والمسيحي ومرتكبي المجازر والحروب وهكذا يفضلون حوارا من طرف واحد. إنّ حضور طالبين أو ثلاثة في هذه الندوة المميزة يجسّد مستوى طلابنا الذين يفضلون الخروج في المظاهرات والالتجاء إلى العنف عوضا عن التعبير عن آرائهم أمام المسؤولين والدفاع عن دينهم أمام الآخرين والبحث عن حلول لتوطيد العلاقات بين جميع شعوب العالم وجميع الديانات. نهى بلعيد (طالبة بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار) [email protected]